السؤال
السلام عليكم.
لطالما لاحقني ذنبٌ اقترفته في صغري، أهرب منه كلما تذكرته، فيغمرني شعورٌ بالخوف والندم، وأتمنى لو أستطيع التخلص منه، والتوبة إلى الله تعالى.
نحن نعيش في شقة واحدة، وتقطن عمتي في الشقة التي تحتنا، بينما يسكن عمي في الشقة التي تعلو شقتنا، ومنذ ولادتي، لم أعرف الكثير عن أعمامي، حتى إنني لم أكن أعرف أسماءهم حين كنت صغيرًا، رغم أننا نعيش جميعًا في نفس البيت، وربما يعود ذلك إلى بعض الخلافات العائلية القديمة.
وفي أحد الأيام، حين كنت في المرحلة الإعدادية، حدث موقف لا أذكر تفاصيله بدقة، كانت والدتي تظن أن عمي أو أحد أفراد أسرته قد عبث بشيء يخصنا على سطح المنزل، ربما كان متعلقًا بجهاز التلفاز، لا أذكر تمامًا، لكن ما أتذكره أن والدتي شجعتني على الصعود إلى السطح وتخريب عدسات التلفاز الخاصة بعمي، وربما كنت أنا من اقترح عليها تلك الفكرة السيئة.
وبعد ذلك، أخبر عمي والدي أن شخصًا ما قد أتلف العدسات، فأنكرت أنا ووالدتي ذلك، فعلت هذا دون أن أدرك أن هذا الذنب سيظل يلاحقني، ويشعرني بالوحشة كلما تذكرته.
ومؤخرًا، قبل عدة أشهر، بدأت أشعر بالذنب الشديد، وأدركت أن من واجبي أن أرد لعمي حقه، فقد اعتديت عليه ظلمًا، ولم أكن أعرف كيف أتصرف، وذات مرة كنت مع والدي خارج المنزل، فقلت له: "هل تذكر حين أخبرك عمي أن أحدهم أتلف عدسات التلفاز؟" ثم أخبرته أن والدتي هي من فعلت ذلك، أو كانت السبب فيه، فقال لي: "ركّز على دراستك، وسأعطيه حقه".
كنت خائفًا من أن أقول له إنني أنا من فعل ذلك، وخاصةً أن علاقتي بوالدي متوترة في كثير من الأحيان، ولا يوجد تفاهم بيننا، كرهت نفسي، وكل ما أريده الآن هو أن أتوب إلى الله.
فما الذي ينبغي عليّ فعله الآن؟ هل أنسى الأمر، وأسعى إلى برّ والديّ، أم أخبر والدي أنني أنا من ارتكب هذا الفعل؟ أريد أن أنسى هذا الذنب إلى الأبد، فأنا لا أستطيع تحمّل تذكره، وأخشى أن يؤدي اعترافي إلى مشكلة كبيرة بيني وبين والدي، أو أن يكرهني.
أرجو منكم أن ترشدوني إلى ما يبرئ ذمتي، وجزاكم الله خيرًا.