الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعجبني تدينه ولم يعجبني شكله، فهل أرفضه لهذا السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقدّم لي شخص محترم، ملتزم، وحافظ لكتاب الله، لكن شكله غير مقبول بالنسبة لي، فيه كل المواصفات التي أتمناها، ما عدا الشكل، صليت استخارة مرتين، ولم أشعر بشيء واضح، أنا خائفة أن أرفضه بسبب الشكل، ويكون ذلك حرامًا عليّ.

أنا محتارة، ولا أعرف ماذا أفعل، كلما فكّرت، أشعر أنني مرتاحة له من ناحية الشخصية، لكن من ناحية الشكل، أشعر بالخوف والتردد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -ابنتنا الفاضلةـ في الموقع، وشكرًا لكِ على السؤال، ونسأل الله أن يُقدِّر لكِ الخير، وأن يُصلح الأحوال.

ونحب أن نذكركِ أن الأمر في الرجال ليس في جمال الظاهر، ولكن في جمال الباطن وجمال الأخلاق، (من ترضون خلقه ودينه)، كما قال رسولنا ﷺ، وجمال الأشكال عمره محدود لكنَّ جمال الروح بلا حدود، والإنسان إذا كان يمتلك مثل هذه المؤهلات العالية، محترمًا، وحافظًا لكتاب الله -تبارك وتعالى- فإن الخير كله في مثل هذه الشخصيات التي تعلَّقت بكتاب ربها -تبارك وتعالى- وأيضًا الجمال مطلوب في النساء، وفي الرجال المطلوب هو: المكانة، والأدب، والوجاهة، وقدرة على تحمّل المسؤولية، وأن يكون للرجل حضور مجتمعي، وكفى بحفظ كتاب الله -تبارك وتعالى- شرفًا لأي إنسان.

فلذلك أرجو أن تكون النظرة شاملةً لكافة الجوانب الإيجابية الموجودة، وأنتِ في كل الأحوال صاحبة القرار؛ ولأنكِ في مقام بناتنا وأخواتنا، فنحن نميل للقبول بهذا الشاب؛ لأن فرص مَن يطرق الأبواب قليلة، وفرص من يحفظ كتاب الله -تبارك وتعالى- قليلة جدًّا، وفرص من يكون عنده أخلاق مع حفظ كتاب الله -تبارك وتعالى- والتمسك بالدِّين أقلّ من القليل.

ولذلك نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعينكِ على تجاوز هذه المشاعر التي تُركّزين فيها على مجرد الشكل، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعينكِ على حسن الاختيار.

ومعلوم أن الإنسان إذا احتار فإنه يلجأ للاستخارة، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، والعاقلة مثلكِ تستشير محارمها (الوالد - والأخ - والعم- والخال)؛ لأن الرجال أعرفُ بالرجال والأعرف بصفاته، وإذا كانت الأسرة قد رضيته وقبلت به، وجاء إلى البيت من الباب؛ فهذا ينبغي أن يكون مرجّحًا أساسيًا بالنسبة لكِ؛ لأن الرجال أعرف بالرجال، ونسأل الله أن يُعينكِ على حسن الاختيار، وأن يُقدّر لكِ الخير ثم يرضيكِ به.

فالمسلمة إذًا تستخير وتستشير، ثم تتخذ قرارها، ولا يوجد إشكال في كل الأحوال، لكن لا يمكن أن يُذكر العيب في مثل هذه الأحوال، فالفتاة والفتى في مرحلة الخطبة من حقهما القبول أو الرفض، لكن ليس من حقنا جرح المشاعر، وليس من حقنا الإساءة للطرف الثاني.

ولذلك، حتى لو كان الرد سلبيًا، فالرد يمكن أن يكون: "نتمنى أن تجدوا من هو خيرٌ منّا، وأفضلُ منها، وأن ييسّر الله أمركم"، فالإنسان لا يذكر العيوب، لكن يذكر ما في نفسه وما ارتاح إليه.

ومرةً أخرى، نحن نميل إلى القبول بهذا الشاب، والأمر لكِ، ونسأل الله أن يُعينكِ على اختيار ما فيه مصلحة وفيه خير، وأن يجمع بينكم في الخير وعلى الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً