السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعمل أستاذة، وأم لأربعة أطفال، أتحمل المسؤولية الكاملة في تربيتهم من حيث الدراسة والدين، وحتى في جوانب أخرى، راتبي يُصرف بالكامل على البيت، وزوجي لا يُبدي أي تقدير، ولو بكلمة طيبة.
في كثير من المواقف، عندما أطلب منه أمرًا لا يعجبه، يبدأ بالصراخ لإسكاتي، وفي أحد الأيام، انزعجت منه، فأرسلت له رسالة كتبت فيها: "لا يكرمهن إلا كريم..."، فجاء وضربني. فقدت أعصابي من ذلك الموقف ومن كل الضغوط السابقة، فصرخت بصوت عالٍ أطلب منه أن يبتعد عني، فقال لي: "لقد شوّهتِ سمعتي، والحياة معك أصبحت لا تُحتمل"، وفي كل نقاش أو مشكلة، يُلقي باللوم عليّ، ويشعرني بالذنب، رغم أنني وقفت معه في ظروف صعبة كثيرة.
أنا لا أريد إلا رضا الله، وأخاف أن أكون مخطئة، أحيانًا أشعر أن الحياة معه تستنزفني في كل الجوانب، وبعد عشر سنوات من العمل، قلت له إنه لا يصح أن يكون لي راتب لا أستطيع التصرف فيه، لكنه يرد بكلمات تدل على عدم اعترافه بخطئه، أو يهددني، أو يقول إن هناك من يريد خراب بيتنا.
لا أنكر جوانبه الإيجابية، من كرم وتحمل المسؤولية خارج البيت، لكن ما يُرهقني هو أنه لا يتقبل أن أطرح عليه أي موضوع يخالف رأيه، ولا يسعى نحو التغيير، أقول له: "اذهب واسأل إمامًا"، فلا يرضى. أما عن دينه، فهو يصلي، لكنه نادرًا ما يقرأ القرآن، ويستمع إلى الأغاني، ويشاهد الأفلام والبرامج المختلفة.
هناك أمر آخر: لا يريدني أن أضع عطلة مرضية في العمل عندما أكون متعبة أو مضغوطة؛ لأنه يقلل من راتبي، وعند بداية عملي، طلبت أن أُعين والدي بجزء بسيط من راتبي؛ لأن إخوتي صغار ووالدي راتبه ضعيف، لكنه لم يقبل، ولا أنسى أنني سددت له ديونه، التي تعادل خمسة أضعاف راتبي، ومع ذلك، في أبسط حوار، يرفع صوته ويقول لي: "ما الشيء الذي قدمتِه؟"
هناك مواقف كثيرة، لكنني لا أستطيع سرد كل شيء، مع العلم أنني لا أتكلم مع والديّ إلا عن جوانبه الإيجابية، كي لا أشوّه صورته أمامهم، وليظلوا يحترمونه، ولا أحكي لهم عن مشاكلي إطلاقًا.
أما بالنسبة لأهله، فكان يُجبرني على الذهاب إليهم متى أراد هو، وعندما أشتكي منهم، يقول لي: "كوني أفضل منهم ولا تردّي"، وكلما حدثت مشكلة، يقول: "من الذي حسدنا أو سحرنا؟" ولا يلوم نفسه أبدًا.
جزاكم الله خيرًا.