الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يطلب مني الهدايا ولكنه لا يقدم لي شيئاً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوجة منذ تسع سنوات، وأفكر دائمًا في زوجي، وفي ما يرغب به، وأسعى لتوفير ما يسعده، حتى عندما أزور أهلي خارج البلد، أحرص على أن أشتري له هدايا ثمينة، إلَّا أنه كثيرًا ما يقلل من قيمتها، ويقول إنه كان من الممكن أن أشتري له أكثر، ثم بعد فترة يقول: "جزاهم الله خيرًا".

أخوه سافر، وأرسل له مرة ساعة أصلية، ومرة هاتفًا من أحدث الإصدارات، وهو يسدد ثمنهما، ومع ذلك لم يفكر يومًا في أن يغيّر لي هاتفي، بل يعتمد على أن أهلي سيتكفلون بذلك.

يطلب مني باستمرار أن أطلب من أهلي أن يشتروا له، ويقول إنه سيحاسبهم عليه، كساعة أو هاتف مثلًا، أتمنى أن يفكر بي مرة واحدة، ويطلب شيئًا من أجلي، أو يغيّر لي هاتفي من تلقاء نفسه.

صحيح أنه يشتري لي ملابس جديدة في المواسم، لكن عندما يرفض أهلي شراء ما يحتاجه، تصبح حياتي صعبة جدًا، كيف أتصرف معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بزوجك، وهذه المشاعر النبيلة، وتلك الهدايا القيمة، ورغبتك في إسعاده، وكل هذا مما يزيد منزلتك عند الله، فاحتسبي الأجر، واجعلي عملك خالصًا لوجه الله -تبارك وتعالى- واعلمي أن الحياة الزوجية عبادة لرب البرية، وأن الذي يُحسن من الزوجين سيُجازيه الله بالخير، والذي يُقصّر سيُحاسبه الله -تبارك وتعالى- وإذا صدق الإنسان فيما يقوم به، وأخلص في نيته، فإنه ينال الخير: {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمّا أُخِذَ مِنكُم} فلا تُغيري ما عندك من الصفات الجميلة، حتى لو قصر الطرف الثاني، فإن الإنسان يُعبّر عن نفسه، وعن إيمانه، وعن أصله، وينال بهذا التميز الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.

وإذا كان زوجك قد طلب من أهلك أن يأتوا له بأشياء، وهم لا يريدون، فتلطّفي في الاعتذار، وابحثي عن عُذر، ولا تُخبريه أنهم يرفضون أن يُلبّوا هذه الطلبات، هذا الذي فهمته من السؤال، ولذلك الدبلوماسية مطلوبة الآن، أي نوع من الاعتذار، كأن تقولي: "لعلهم لم يجدوا فرصة" وغير ذلك، المهم أن نلتمس الأعذار، ولا تُخبريه أنهم رفضوا، وإذا اشتد وغضب فلا تتجاوبي معه، ولا تتعاملي بردود الأفعال، ولكن اصبري، وتعاملي مع الموقف بمنتهى الهدوء، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعينه على الوفاء، لأن من السُنَّة أن الإنسان يكافئ من قدم له هدية، كما قال النبي ﷺ: «مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا ‌فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوا بِهِ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ» وقال: «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ، جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا ‌فَقَدْ ‌أَبْلَغَ ‌فِي الثَّنَاءِ» ( رواه أحمد وأبو داود والترمذي).

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعين زوجك على القيام بما عليه، ونتمنى أن تُظهري الفرح إذا جاء بملابس جديدة في المواسم، واعلمي أن شكره على القليل ينبغي أن يكون مفتاحاً للمجيء بالكثير، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد، والوفاق والهداية.

وليت كل زوج يعلم أن أفضل دينار، هو الدينار الذي يُنفق على أهله، ونسأل الله أن يُوسّع علينا وعليكم في الرزق، وأن يجعلنا ممّن إذا أُعطوا شكروا، وإذا ابتُلوا صبروا، وإذا أذنبوا استغفروا، وأن يُعيننا على تجاوز مثل هذه المواقف، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً