السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
غيّرت مجال التمريض، والتحقت بمدرسة أخرى تُدرّس المحاسبة، وإدارة الأعمال، وذلك بعد الاستخارة، وبفضل الله تيسرت الأمور، وقبلوني بالنقاب، بل وسمحوا لي بأداء الصلوات في أوقاتها دون أي عائق، وكانت معاملتهم معي جيدة جدًا -بفضل الله-، وكلّ شيء جيد في المدرسة؛ زملائي في القسم كلهم محترمون، وكلنا فتيات، ولكن معنا زميل واحد، والمدرسات نساء أيضًا، إلا رجلاً واحدًا، والجميع منضبط، ولكن هناك مشكلتان أواجههما:
المشكلة الأولى: المدرسون يمدحونني بكثرة حول مستواي الدراسي، وهذا أمر يزعجني؛ لأنني والله أخاف أن أقع في العجب، أو الكبر، وكلما بدؤوا في مدحي أقول في نفسي: (اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، يا رب ما بي من نعمة فمنك)، وأذكّر نفسي بأن هناك من هو أذكى مني، وأفضل مني، وأبقى أجاهد نفسي والخواطر التي تأتيني حينها، كما أني أشعر بالإحراج من زملائي، إذ قد يشعرون بالنقص أو التمييز، جراء هذا المدح المبالغ فيه، فكيف أجعلهم يتوقفون عن هذا؟
المشكلة الثانية: مع المدرّس (الرجل):
فرغم حرصي على الالتزام بالضوابط الشرعية في تعاملي معه: من عدم الخلوة، وعدم الخضوع بالقول، والتزام الحجاب، وعدم التحدث في غير ضرورة، وغض البصر، إلا أنني أشعر بوجود بعض التجاوزات، فهو يمدحني كثيرًا أيضًا كباقي المدرسات، ويسألني أسئلةً غير ضرورية، مثل: هل عندك أخوات؟ هل هن منتقبات أيضًا؟ هل ارتديت النقاب بقرار شخصي؟ وهذا كله أمام الجميع، دون خلوة، وقد يمازحنا في الفصل، والذي يحزنني أني أجد نفسي أضحك لمزحته، وأجيبه على أسئلته -أجيب على قدر السؤال-، وأناقشه فيما يخص الدرس، ولكن أستوعب متأخرًا على ما فعلت، فأندم، وأشعر أني تجاوزت الحد في التعامل بيننا، ولم أكن حازمةً.
في بعض الأحيان تأتيني خواطر شيطانية بأنه معجب بي، وأنه يختلس النظر إلي، وغير ذلك، فأحاول دفع هذه الخواطر، وأقنع تفسي أن هذا غير صحيح، وأنه مجرد وهم، وقررت أن أضع حدًا معه، ولكن لا أعرف كيف؟ سأجد نفسي أتعامل معه بطريقة أو بأخرى، مهما اجتنبت ذلك، ماذا أفعل؟ هل أنقطع عن الدراسة للمحافظة على ديني، وأبتعد عن الفتن؟ أم بماذا تنصحونني؟
ما يهمّني هو أن لا أخسر علاقتي بربي، أو أعصيه، انصحوني من هذا المنطلق -بارك الله فيكم-، والباقي لا أبالي إن خسرته طالما أن الله راضٍ عني.