الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب معجب بفتاة متحجبة ويريد الزواج بها، فكيف يصارحها؟

السؤال

السلام عليكم..

لدي صديق غارق في الهموم؛ وذلك بسبب إعجابه بفتاة متحجبة يريد الزواج بها في المستقبل، ويحبها جداً، وغير قادر على مصارحتها بنيته في الزواج منها، علماً بأنه سيسافر إلى الخارج بعد سنة، فبماذا تنصحونه؟ وكيف يمكن أن يصارحها أو يتقدم لها بنيته هذه؟ علماً بأنهما يدرسان معاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ صابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن صديقك يشكر على تردده في الكلام مع الفتاة، ويشكر على اختياره للدين، وأرجو أن يسلك في ذلك سبيل المؤمنين، فيأتي البيوت من أبوابها، ويخرج مشاعره، ويطلب الجلوس معها في وجود بعض أرحامها، حتى يجد ما يدعوه لنكاحها.

وحبذا لو شاركه في ذلك والداه وأقاربه، حتى يحصل التعارف والتآلف، مع ضرورة أن ينصرف لإعداد نفسه للزواج، وليس من المصلحة إطالة فترة الخطبة، أو بث العواطف وكثرة الكلام، فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام؛ لأن ذلك يجلب التوتر ويوقع في حبائل الشيطان وشراكه.

وهذه نصحتنا لك ولصديقك ولأنفسنا والشباب، بضرورة أن يتق المسلم ربه، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وقد وعد سبحانه المتقين بأن ييسر أمورهم، ويفرج همومهم، ويجلب لهم الأرزاق، فقال سبحانه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))[الطلاق:4]، وقال سبحانه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )) [الطلاق:2-3].

ونتمنى أن يحرص الشباب على غض أبصارهم، ومراقبة ربهم، حتى لا يفقدوا قلوبهم التي ينبغي أن يعمروها بالإيمان والحب للرحمن، ومن الضروري أن يلبسوا ثوب الحياء، فإنه خلق الإسلام، فلا يعلنوا حبهم للبنات دون وجود رابطة شرعية.

ونسأل الله أن يحفظ شبابنا، وأن يجعل فيهم قرة العين لأهلهم وبلادهم والمسلمين، ومرحباً بك وبصديقك، وشكراً لك على التواصل مع موقعك، وأرجو أن نسمع عنكما الخير، وسدد الله خطاكما.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً