الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بالزواج من فتاة غير ملتزمة دينياً وتريد العمل؟

السؤال

أنا أريد -إن شاء الله- التقدم للزواج من طالبة حصلت على ليسانس، ولكن هناك بعض العراقيل:-

الأول: أنها مسلمة ومتحجبة ولكنها تلبس سراويل وجلباب أحياناً، ولا تغطي وجهها ولا رجليها، وعندما نناقش الموضوع تعتبرني متشدداً لأنني أريدها أن تلبس لباسا شرعيا يستر بدنها كله.

الثاني: أنها تريد أن تكمل دراستها من أجل الحصول على ماجستير ثم العمل وأنا لا أوافق، لأنني أريدها أن ترعى بيتها، بالإضافة إلى أنني قادر والحمد لله على الاعتناء بها وتحمل كافة مصاريف البيت دون خروجها للعمل، وإنها تعلل رغبتها في العمل بأنها تريد تعويض والديها، وأنها لا تستطيع البقاء في البيت طيلة النهار، وأنها ستصبح مثل الزوجات اللاتي يدخلن في روتين البيت، وأن أعوام دراستها سوف تذهب سدى.

وأريد الإشارة إلى أنها بنت ناس، إلا أنها عنيدة في أفكارها، فما توجيهكم؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mustapha حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فقد ظهرت لنا سلبيات هذه الفتاة ولست أدري ما هي إيجابياتها؟ وما الذي جذبك إليها، وهل هناك أرضى لله منها، وهل بينك وبينها قرابة، وما هي القواسم المشتركة بينكما، وما وجهة نظر والديك، وهل صليت صلاة استخارة وحرصت على مشاورة أهل الخبرة والدراية، وما هي حدود العلاقة بينكما، وكيف استطعت مناقشتها دون أن تكون بينكما رابطة شرعية معلنة؟

لا شك أن الإجابة على هذه التساؤلات ستكون عوناً لك -بعد توفيق الله- على اتخاذ القرار الصائب المناسب، وحبذا لو شاركك فيه والدك والوالدة فإنهم أحرص الناس على سعادتك وفي مشاورتهم تكريم لهم وعون لك على برهم، وأدعى لموافقتهم لك.

وأرجو أن أقول لك أنك لن تجد فتاة بلا عيوب، لأنك أيضاً -كما نحن- لا تخلو من العيوب، ولكن كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، فإذا وجد الإنسان الدين والأخلاق تمكن -بحول الله وقوته- من إصلاح كل خلل وعيب، وقد أحسن من قال:-

وكل كسر فإن الدين يجبره ** وما لكسر قناة الدين جبران

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة التأني في مسألة الاختيار، وعليك بذات الدين كما هي وصية رسولنا الأمين، ومن هنا؛ فأرجو أن تبحث عن أفضل الموجودات في بيئتكم ديناً وأخلاقاً، واعلم أن مسيرة الحياة الزوجية طويلة ولا تخلو من أفراح وأتراح، واحرص على طاعة الله وذكره وعليك باللجوء إليه فانه الموفق لك خير.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً