الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما السبب بالشعور بالخجل والارتباك بعد أن تخلصت منه؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت أعاني من الخجل في السابق، والآن -ولله الحمد- تخلصت منه نوعاً مّا، ولكن المشكلة حينما أتذكر أنني كنت أعاني من الخجل أشعر بالخجل، وحينما أمرّ بالمواقف التي خجلت فيها أشعر بالخوف والارتباك، ما الحل، وهل أعاني من مشكلة صعبة؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Moon حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالحمد لله أنك قد تخلصت من الخجل، وحقيقة الخجل يمكن التخلص منه عن طريق المواجهة والإصرار على المواجهة وبناء المهارات الاجتماعية.

وأما الذي ينتابكِ وهو الشعور بالخجل حين تتذكري أنك كنتِ تعانين من الخجل، وحين تمرّين بالمواقف السابقة يحدث لك نوع من الارتباك، فهذا نوع من الارتباط نسميه في علم النفس (الارتباط الشرطي)، وهذه حقيقةً فكرة يمكن التخلص منها بأن تحقّريها، قولي في نفسك: الحمد لله قد تخلصت من الخجل، وأنا -الحمد لله- بصورة ممتازة جدّاً فما الذي يجعلني أرتبك، أنا يجب ألا أخاف، أنا يجب ألا أرتبك.

وصدقيني أن الشعور بالخوف والارتباك ليس كله حقيقة، هنالك مبالغة كبيرة جدّاً في هذه المشاعر، فالإنسان الذي يصاب بالخجل والارتباك في المواقف الاجتماعية يتصور أنه مرصود، أو أنه سوف يفشل أمام الآخرين، أو أن الآخرين يلحظون كل حركاته، وهذا ليس صحيحاً، فالأبحاث دلت على أن هذه المشاعر مبالغٌ فيها، وهذه المبالغة في المشاعر في حد ذاتها تؤدي إلى زيادة في القلق والتوتر.

إذن؛ فالعلاج هو التجاهل، العلاج هو تحقير هذه الفكرة، العلاج هو التذكر للحظات سعيدة وجميلة، والتذكر للإنجاز الذي قمتِ به وهو التخلص من الخجل، فعليك أن تبني قوتك وتبني مهاراتك الاجتماعية، انظري للناس في وجوههم، وكوني متحدثة - لا تكوني مستمعة فقط -، عليك بالإقدام، وعليك بمواجهة أي موقف تحسين فيه بعدم الارتياح.. هذا سوف يساعد كثيراً -إن شاء الله-.

ولا مانع من تناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للخجل والقلق، مثل العقار الذي يعرف باسم (فلونكسول)، بجرعة حبة واحدة -نصف مليجرام- يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك توقفي عنه، ويمكنك استعماله في حالة إذا انتابتك أي نوع من القلق أو الخوف.

هذا الذي أراه، وأؤكد لك أنك لا تعانين من حالة صعبة، على العكس تماماً أنتِ -الحمد لله وبتوفيق من الله- استطعت أن تتخلصي مما تعانين منه ولا بد أن نشد على يديك، ولابد أن نهنئك على هذا الإنجاز، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.


وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً