السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعذرني -يا دكتور- لأني لا أعرف أن أعبر، ولكن سأدخل في المشكلة مباشرة.

عندي ضيق بالتنفس، وآلام بالصدر (الجهة اليسرى) عملت تخطيط قلب فقالوا لي سليم، جاءني مرة قبل تقريباً ثمانية أشهر ما عرفت فيما بعد أنه يسمى نوبات الذعر (خوف من الموت)، متزوج من خمس سنوات، ولم أرزق بأولاد، الحمد لله على كل حال، مع أني تعبت من كلام الناس، ليس هو المهم بنظري، وإن كنت أتمنى من الله أن يرزقني أولاداً، ومن منا لا يريد ذلك.

المشكلة تكمن في آلام الصدر، وضيق التنفس، وقلق لا أدري ما سببه، وأحس أن قلبي يؤلمني، لا تقل لي كيف عرفت؟ فإحساسي يقول لي أني مريض بالقلب - أجارنا الله وإياكم من المرض - مدخن بمعدل بكت باليوم (20 سيجارة)

مرت علي أيام عائلية صعبة، أخي مريض نفسياً (لا يوجد تاريخ مرضي بالعائلة) تعبت معه، بعض المشاكل العائلية التي لو كان شخصاً غيري ربما تعامل معها بشكل أفضل.

اشتريت من الصيدلية علاجاً اسمه (بروزاك) من دون وصفة طبيب، ولكن إلى الآن لم أستخدمه، ربما لأني خائف أن أعتاد عليه، لا أعرف إن كنت عرفت أن أوصل ما بداخلي؟ ولكن عندي يقين أنك تعرف ما بي من واقع خبرتك.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالإنسان كثيراً ما ينشغل بصحته الجسدية، وهذا أمر طبيعي، حيث إننا نعيش الآن في وقت هذه الفضائيات وأجهزة الإعلام، وقد كثر الحديث عن المرض، وبما أن القلب يعتبر نبض الحياة لدى الإنسان فحوله تتمركز دائماً المخاوف المرضية التي لا أود أن أسميها بالتوهمات المرضية، وهذه الحالات كثيرة جدّاً، وقد أخبرني أحد الأخوة الأطباء المشهورين في تخصص أمراض القلب أن 95% من الذين يترددون عليه لا يعانون من أمراض في القلب إنما لديهم بعض الشك أو الظنان أن العلة التي يعانون منها تتعلق بالقلب.

الذي تعاني منه يسمى بـ (عصاب القلب) وقد سماه البعض (القلب العصبي) وذلك وزناً على (القولون العصبي أو العصابي)، عموماً القلق هو الباعث لمثل هذه الأعراض، وكثيراً من الناس يكونون قد سمعوا أو قرءوا، أو لديهم عزيز مات من مرض القلب، وهكذا، ثم بعد ذلك يحدث هذا التراكم والانشغال على مستوى اللاوعي والوعي.

بالطبع أرجو منك أن توقف التدخين؛ لأن التدخين مضر بالصحة لا شك في ذلك، كما أنه منقص للدين، هذا أولاً.

ثانياً: عليك بممارسة الرياضة فهي إن شاء الله تزيل هذه الانقباضات العضلية التي تحدث حول الصدر، وتجعلك تحس أو تشعر أو تخاف أنك مريض بالقلب.

ثالثاً: أرجو ألا تتنقل بين الأطباء خاصة أنك قد تأكدت أنك لا تعاني من مشكلة في القلب.

رابعاً: عليك بممارسة تمارين الاسترخاء – أي نوع من تمارين الاسترخاء – فتوجد الكثير من الكتيبات والأشرطة في المكتبات توضح كيفية إجراء هذه التمارين.

خامساً: بالنسبة للعلاج الدوائي أنت في حاجة إليه، والبروزاك يعتبر من الأدوية الجيدة والممتازة جدّاً، ولكن هنالك عقار يعرف باسم (دوجماتيل) يعتبر هو علاج داعم وجيد جدّاً، أرجو أن تتناوله بجرعة 50 مليجراما صباحاً و50 مليجراما مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة (50 مليجراما) يوميّاً لمدة شهر، ثم توقف عنه، وبالطبع أرجو أن تبدأ في تناول البروزاك من الآن، فهو دواء يفيد في القلق والتوتر والخوف الذي تعاني منه، وهو لا يسبب أي نوع من الإدمان، كما أنه قليل الآثار الجانبية جدّاً، والجرعة التي تحتاجها هي جرعة صغيرة، وهي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك أن تتوقف عنه.

بعد شهر من بداية تناول العلاج (الدوجماتيل والبروزاك) إذا لم تتحسن بصورة واضحة أرجو أن تتوقف عن البروزاك وتستبدله بعلاج آخر يعرف باسم (سبراليكس) لأن هذا الدواء (السبراليكس) في بعض الحالات خاصة المرتبطة بالخوف والهرع ربما يكون أفضل لدى بعض الناس الذين لا يستفيدون من الأدوية الأخرى، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة أيضاً وهي 10 مليجراما يوميّاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك التوقف عنه.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.