الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج رزق فلا يطلب بمعصية الله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب سني 28 سنة، وملتزم وأحافظ على صلاتي في وقتها، وكذا أحافظ على تلاوة القرآن كل يوم، وكذلك أجلس في مجالس الذكر، ولكن المشكلة هي عندما التقيت بفتاة وفكرت في الزواج منها لكن ظروفي لم تسمح لي، والمشكلة أني أحببتها ولا أستطيع نسيانها، مع العلم بأني أتحدث معها في الهاتف وأراها كلما سنحت لي الفرصة، إني أغضب الله بذلك وأشعر بأن نفسي تتألم فلا أريد أن يغضب الله مني.

أرجو من الله أن تساعدوني في إيجاد الحل. كما أني أشعر في كل طاعة بأني أكذب على نفسي.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن ييسر لك أمر الزواج بزوجة صالحة مباركة.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه ومما لا شك فيه أن هذا التعلق سوف يؤثر سلباً على علاقتك بالله تعالى، وأن الشيطان قطعاً سيستغل هذه الثغرة لإفساد ما يمكن إفساده من قلبك وعملك، ولذا؛ فعليك أن تجتهد في دفع هذه العاطفة بعدم الاتصال بها، أو حتى التواجد في أي مكان تكون هي فيه ما دامت ظروفك لا تسمح للارتباط بها الآن.

وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن ييسر أمرك، وأن يوسع رزقك حتى يمكنك الاقتران بها أو بغيرها، واعلم أنها لو كانت من نصيبك فلم ولن يأخذها أي أحد سواك مهما طال الزمن؛ لأن الحق جل وعلا قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فاعلم أنها لو كانت من نصيبك فستظل في انتظارك مهما طال الزمن بدون ترتيب منك أو منها، فلا داعي للوقوع في المعاصي التي يترتب عليها الحرمان .. وهذا مجرب، واعلم أن من عفّ نفسه عن شيء في الحرام ناله في الحلال، فتوجه إلى الله بالدعاء أن يعافيك من هذا التعلق، وأن يعينك على النسيان، وأنت بدورك تتوقف عن أي اتصال، وأقبل على طاعة ربك ورضى مولاك، واجتهد في المحافظة على مجالس الذكر، وأبشر بفرج من الله قريب، واعلم أنه الله لن يضيع أهله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً