الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التأتأة وتأخر الكلام لدى الطفل

السؤال

السلام عليكم.
طفلتي شهد عمرها 5 سنوات، تعاني من التأتأة، دلوعة كثيراً، لديها أخت أصغر منها عمرها 4 سنوات، وكلامها ممتاز، شهد تضرب أختها عندما تتحدث أفضل منها، أشعر بأن عندها تأخر لغوي ونطقي، فهي تأخذ وقتاً لإخراج الكلمة المطلوبة، وبعض الحروف غير واضحة عندها، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رووز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التأتأة توجد لدى البنات بنسبة أقل كثيراً من الذكور، وحقيقةً نحن نفضّل أن تُعالج التأتأة في وقت مبكر، وعمر الخمس سنوات يعتبر هو العمر المناسب للدخول في برامج علاجية حقيقية.

لابد أن تكون نقطة البداية هي التأكد من مستوى الذكاء لدى الطفلة، وفيما أحسب أنها لا تعاني من تخلف عقلي، ولكن لابد أيضاً من التأكد من ذلك.

ثانياً: إذا كان رصيدها اللغوي أقل من أختها أو أقل مما هو مطلوب، لابد أن نسعى لتطوير وبناء اللغة لديها، وذلك بتلقينها والتكرار، وإتاحة الفرصة لها بأن تختلط ببقية الأطفال؛ لأن الطفل يتعلم بصورة أفضل من الطفل الآخر.

الوضع المثالي بالتأكيد هو أن تذهبي بالطفلة لدى أخصائي المخاطبة أو أخصائي النطق، وهو بالطبع يستطيع أن يضع التشخيص الصحيح، هنالك بعض الأطفال الذين لديهم علل بسيطة في اللسان على سبيل المثال، يكون هنالك نوع من الربط في أسفل اللسان، وهذا إن وجد يمكن أن يصحح بواسطة نوع من الجراحة البسيطة جداً، فإذن التأكد من كل هذه المحاور يعتبر أيضاً هاما جداً، أما إذا كانت التأتأة هي تأتأة عادية، ولا يوجد أي سبب عضوي لها، فهنا بالطبع سوف يقوم أخصائي النطق بتدريب الطفلة على الاسترخاء، وكذلك تدريبها على نطق الحروف ومخارجها، ويستطيع الأخصائي أن يتلمّس الحروف التي تعاني من صعوبات حقيقية فيها، وهنا ومن خلال فنيات معينة يمكن أن يُعطى الطفل عدة كلمات تبدأ بالحروف التي لديه فيها صعوبة، ويكرر هذه الكلمات عدة مرات في وضع استرخائي وبصوت عالٍ.

أيضاً يطلب من الطفل أن يسجل ما يقوله، ثم بعد ذلك يستمع إلى ما تم تسجيله، وهذا يعطي الطفل أيضاً ثقة كبيرة في نفسه لتحسن الأداء، خاصةً في الكلمات أو الحروف التي يكون فيها نوع من الصعوبة في النطق، لا شك أن قراءة القرآن الكريم والقصائد بصوت مرتفع تساعد في التغلب على التأتأة، أن نطلب من الطفل أيضاً المحاكاة بأن يقف أحد الكبار ويطلب من الطفل أن يقوم بترديد كلماتٍ أو جملٍ معينة، ثم بعد ذلك يحفّز الطف...لابد أن يشجع الطفل ويحفز الطفل حين يقوم بالتصرف والنطق الحسن للكلمات... هذه وسائل علاجية عامة أرجو أن تطبقيها مع هذه الابنة حفظها الله.

لا شك أن علاقتها مع أختها ربما يكون فيها نوع من الغيرة، خاصة أن أختها - ما شاء الله - تتميز بفصاحة اللسان، والذي أرجوه هو أن تسعي دائماً للتقريب بينهما، وأن يستفاد من الأخت الصغرى في مقدراتها الكلامية لتساعد أختها، هذا هو الذي أود أن أوضحه.
وأسأل الله تعالى لها الشفاء والعافية، وأن ينطلق لسانها، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً