الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شابا وعدني بالزواج، ولكني أشعر بالذنب؟

السؤال

السلام عليكم..

أحببت شاباً يكبرني بسنة واحدة، أحببته بشدة، والآن أكلمه بدون معرفة أهلي، فهو يؤكد لي أنه سيتقدم لخطبتي في الوقت المناسب، ولكني أشعر بالذنب ناحية أهلي، لا أعلم ماذا أفعل؟

مع العلم أني لا أقدر على الاستغناء عنه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحفظك بحفظ عباده الصالحين، وأن يستر عليك في الدنيا والآخرة، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة-:
فإن المرحلة التي تمرين بها الآن هي مرحلة حرجة، حيث تشعر الفتاة بعد نمو جسمها واكتمال عقلها بحاجتها إلى رجل يحبها وتحبه، وتلك سنة الله الماضية، حيث أودع في قلب كل من الرجل والمرأة ميلاً إلى الطرف الآخر، حتى يستمر التناسل ولا يتوقف المد البشري إلى ما شاء الله، فما خفق به قلبك من حب لهذا الشاب هذا هو نداء الفطرة، ولكن - يا ترى - هل هذا التصرف صحيح من الناحية الشرعية؟

يأتي الجواب ليقول لك: إن هذا التصرف ليس صحيحاً ولا مشروعاً، خاصة وأنك تقيمين هذه العلاقة دون علم أهلك الذين قطعاً يثقون بك، ويفخرون بأنك فتاة محترمة ملتزمة ومحافظة؛ لذا لابد لك -ابنتي العزيزة- من أن تعيدي النظر في هذا الأمر لمخالفته لشرع الله الذي لا يقر ولا يؤيد أي علاقة بين الجنسين بعيداً عن الزواج الشرعي، والذي هو الرباط الوحيد الذي به تقوم الأسر المحترمة والقوية والدائمة، وهي مخالفة أيضاً لثقة أهلك فيك حيث إنه لا توجد أي أسرة مسلمة محترمة في العالم توافق على إقامة إحدى بناتها لعلاقة مع شاب أو رجل غريب عنها من وراء ظهرها ودون علمها؛ لذا أنصحك -ابنتي الطيبة- بضرورة التوقف فوراً عن هذه العلاقة، وأنا معك من أن الأمر سيكون مؤلماً وفي غاية الصعوبة، ولكنه ممكناً، وليس مستحيلاً، خاصة على فتاة مسلمة محترمة مثلك، وإذا كان هذا الشاب جاداً أو صادقاً في حبك فليتقدم من اليوم لأهلك ويطلب خطبتك منهم بالطريقة المشروعة والمألوفة، وإذا كانت ظروفه لا تسمح فلتوقفوا أي اتصال أو تواصل حتى يصبح لديه الاستعداد للتقدم إليك بطريقة محترمة مشرفة.

معذرة - يا ابنتي - فهذا هو الحل الوحيد، ولا ويوجد هناك أي حل غيره، إما أن يتقدم من الآن، أو توقفوا أي اتصال حتى الكلام، وتتركوا الأمر له، فقد يكون هناك من هو أفضل منه بالنسبة لك وأنت لا تدرين، فهو الآن أفضل شخص وأعظم شخص عندك وفي عينك، ولكن صدقيني قد تتغير رؤيتك ونظرتك بعد فترة من الزمن، فالتزمي شرع الله، وحافظي على ثقة أهلك فيك، ولا تفقديها تحت أي ظرف، ولا تنخدعي بالكلام المعسول، وأنه سوف ينتحر أو يموت لو تركتيه أو أنك سوف تموتين لو أوقفت هذه العلاقة، هذه كله وهم وخيال، والتاريخ لم يذكر لنا أن واحداً مات لأن حبيبته تخلت عنه أو العكس، وإنما هذه أفكار من كيد الشيطان ووسوسته، فلا تنخدعي بأي كلام، واثبتي أنك فعلاً مسلمة حقاً، وأنك فتاة محترمة لا تطلب شيئاً محرماً أو منكراً، إما التقدم لأهلي وخطبتي بالطريقة المشروعة، وإما التوقف وفوراً عن أي كلام أو لقاء، ولندع المستقبل لله وحده الذي يعلم السر وأخفى، وثقي من أنك ستنجحين في هذا خاصة مع الدعاء.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً