الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الفشل ليلة الدخلة

السؤال

أنا أعاني بعض الخجل وأخاف من يوم الدخول على زوجتي، أخاف أن أعجز عن ملامستها وكذلك أخاف أن أقذف لمجرد ملامستها؛ لأن هذا كثيراً ما يحدث لي في الاحتلام، وكيف يعرف الإنسان أنه مصاب بالعنة، لأنني أخاف من هذا.

أنا أظن أن الانتصاب عندي غير كافي للمتعة الزوجة، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرجو أن أقول لك أن الحياة الزوجية هي حياة خاصة جدّاً وهو لقاء يتم في ستر تام ويتم في نطاق المحبة والمودة بين الأزواج.

أتفق معك تماماً أن البعض يخجل وقد يأتيه بعض القلق، وهذا القلق يؤدي إلى سرعة القذف، هذا الأمر موجود ولكنه سهل في علاجه وليس مستعصياً أبداً.

بالنسبة لمعاناتك من الخجل فأرجو أن ترفع من مهاراتك الاجتماعية وذلك بأن تصر أن تكون أنت البادئ بالكلام وبالطبع أفضله السلام، وبعد ذلك لابد أن يكون لك رصيد من المعلومات والمواضيع التي تريد أن تطرحها حين تقابل من تعرف ومن لا تعرف – حسب ما يناسب الموقف – وعليك أن تنظر إلى محدثك في وجهه ولا تتجنبه، وحاول أيضاً ألا تكثر من اللغة الحركية – استعمال اليدين – في أثناء الكلام، وحاول بقدر المستطاع أن تمارس الرياضة الجماعية مثل كرة القدم حيث إنها رياضة تفاعلية جدّاً وتزيل من القلق والخجل.

حضورك أيضاً للمحاضرات والدروس والجلوس في الصفوف الأمامية والصلاة في الصف الأول في المسجد مع الجماعة وحضور حلقات التلاوة، هذه كلها وسائل علاجية تقلل من الخجل.

عليك أن تغير نفسك فكرياً وتقول: لماذا أخجل فلا شيء يجعلني أخجل فأنا لا ينقصني شيء أبداً، يمكنني أن أخاطب الآخرين وأنا الحمد لله طالبٌ وفي المرحلة الجامعية وإن لم أكن جديراً بذلك لما وصلت لهذه المرحلة... لابد أن تحفز نفسك بهذه الأفكار.

أما بالنسبة أن يقيس الرجل مستوى ذكورته، فكل من يأتيه انتصاب مرة واحدة في الشهر في الصباح فهو مكتمل الذكورة.

إذن هذا أمر بسيط جدّاً وعليك ألا تنزعج لذلك مطلقاً، فإذا أراد الإنسان أن يكون أكثر تأكيداً يمكنه أن يذهب ويقيس هرمون الذكورة والذي يسمى بـ (تستوتسترون) ولكن أعتقد أنه في حالتك ليس هنالك حاجة لذلك.

هنالك أدوية طيبة وفعالة وممتازة جدّاً تعالج الخوف والرهاب والخجل وكذلك تفيد كثيراً في القضاء على سرعة القذف، والذي أراه هو أن تدخل على زوجتك بطمأنينة وأن تطبق ما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأن تعرف أن هذه الحياة الزوجية فيها الكثير من السكون والاطمئنان، وأن تعرف أن زوجتك هي لك - إن شاء الله تعالى – فلا داعي أبداً للعجلة والإسراع، وعليك أن تأخذ الأمور بأريحية وباسترخاء، فهذا يساعدك كثيراً.

بعد ذلك إذا حدث تكرار لسرعة القذف فيمكنك تناول الأدوية، فهنالك دواء يعرف باسم (ديروكسات) وهو موجود في الجزائر، يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام – نصف حبة - ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة – عشرين مليجرام – وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى نصف حبة وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تتوقف عن تناوله.

هذا هو الذي أنصحك به، وأرجو ألا تعيش تحت تهديد القلق والخوف التوقعي، أي أنك تتوقع أنك سوف يحدث لك كذا وكذا، هذا حقيقة يشكل إعاقة نفسية في بعض الأحيان، عش الحياة بكل جمالها وبكل استرخاء، ولا تفرض على نفسك هذه القيود الداخلية التي تجعلك قلقاً، وأنت الحمد لله شاب وطالب جامعي وأمامك - إن شاء الله تعالى – أيام مشرقة ومستقبل باهر - بإذن الله تعالى – وفيما يخص العلاقة الزوجية فهي علاقة غريزية طبيعية تأخذ مسارها الطبيعي - إن شاء الله تعالى – ولا تدخل على نفسك هذا الخوف من الفشل؛ لأن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً