الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصل لطموحي وأتعالى على تجاهل الآخرين لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلة في حياتي وهي أنه لا أحد يقدرني ولا يسمعني ولا يفهمني، لا في البيت ولا في المدرسة، وأنا بداخلي أحاسيس صادقة وكلام وطموح، وأريد أن أدرس علم النفس وأصبح دكتورة نفسية واجتماعية، ولكن كلما تكلمت أمام أحد بطموحي أو حل للمشكلة يسخر مني ويقول: عالجي نفسك أولاً.

أريد أحداً يسمعني، يفهمني، يقدرني، لا أريد أحداً يعاملني بتجاهل وقسوة، فأنا محتاجة إلى أن أتكلم مع أحد أفضفض معه عما بداخلي وعما أشعر به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنا نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونحن نقدر شكواك وتعبيرك بعدم الرضا حول الكيفية التي يعاملك بها الآخرون، ولكن من أهم ما يجب إدراكه هو أن التعامل والتواصل بين بني البشر هو طريق ذو اتجاهين: فبنفس المستوى الذي تشعرين فيه بأن الآخرين لا يقدرونك ربما يكون هنالك يوجد من يشعر أنك لا تقدرينه، وهكذا ربما يوجد من يشعر أنك لا تستمعين إليه، وأنك أيضاً لا تتفهمين مشاعرهم ومقاصدهم.

نحن لا نريد أبداً أن نقسو عليك أو نكون غير منصفين، ولكننا نريد أن تجعلي التجرد والتقييم الصحيح هو المنهج الذي يجب أن تنتهجيه في مشاعرك وتقييمك لعلاقاتك مع الآخرين، فالإنسان بطبعه يريد الخير لنفسه، ولكننا أيضاً يجب أن نحب الخير لغيرنا.

اتفق العلماء أن التعامل الإنساني يكون صائباً وإيجابياً بين أكثر من تسعين بالمائة من الناس إذا كان هنالك تبادل حقيقي في المشاعر بين الأطراف المختلفة من الناس، بمعنى أن حوالي تسعين بالمائة من الناس أو أكثر إذا قدرته سوف يقدرك، وإذا أحببته سوف يحبك، وإذا تفهمته سوف يتفهمك، وتبقى العشرة بالمائة أو أقل من الناس هي التي نستطيع أن نقول أنها شاذة، ولو أقدمت بعمل إيجابي حيالهم ربما تجد عكس ما تقدمت به وما قمت به، ولكن الشيء الذي يريح أن هذه هي الأقلية والأغلبية يمكن أن نتفاهم معها تفاهماً إيجابياً وسوف نتحصل على نفس النتائج منهم.

هذا أمر ضروري جدّاً أيتها الابنة الفاضلة، وعليه إذن أقدمي على الآخرين بالتقدير وبالاحترام وبالتفهم وبحسن المعاملة، وسوف تجدين أن الناس يبادلونك هذه المشاعر.

ثانياً: لا بد أن تكوني واقعية في تقييمك لنفسك وفي تقييمك للآخرين.. في البيت لابد أن تكوني متواصلة مع والديك في حدود الذوق والاحترام وإبداء المشاعر الإنسانية الفياضة حيال والديك.

أثبتي وجودك، أثبتي حضورك، وسوف تجدين أنك فرضت نفسك على الآخرين ليقدروك ويحبوك ويحترموك، ولابد أن تمتد هذه العلاقة إلى المدرسة، وإلى المجتمع عامة.. اسألي نفسك: لماذا يكون بعض الناس من عمرك ومن زملائك محبوبين جدّاً لزملائهم ولمعلميهم؟ لسبب بسيط جدّاً؛ لأنهم هم الذي بدءوا بحسن التعامل والتواصل وتفهم الآخرين، فأرجو أن تكوني أنت البادئة، وأن تكوني أنت المقدمة على حسن المعاملة مع الآخرين وسوف تجني - إن شاء الله تعالى – خيراً كثيراً.

لا مانع بالطبع من دراسة علم النفس أو أي تخصص آخر تودين التخصص فيه، ولا تهتمي مطلقاً بتعليقات الآخرين أو ما يبدونه من رأي، فلكل إنسان خصوصيته، ولكل إنسان مقدراته التي يتحرك من خلالها وكذلك رغبته، ولا تكوني - أيتها الابنة الفاضلة – حساسة لهذه الدرجة أبداً، وابدئي بصداقات وعلاقات طيبة مع زميلاتك خاصة من تثقين فيهم – وهم كثر وأنا على ثقة تامة بذلك – ولا تكوني حساسة أبدّاً ولا تسيئي الظن ولا تسيئي التأويل في الطريقة التي يعاملك بها الآخرين، من أحسن إليك أحسني إليه، ومن أساء إليك أحسني إليه أيضاً، هذا يعطيك الشعور بالراحة، وسوف تبدئين في تقييم نفسك بصورة جديدة.

أنا لا أعتقد أنك لديك مشكلة، فيمكنك أن تتكلمي مع أهلك، يمكنك أن تتكلمي مع المعلمة، ويمكنك أن تتكلمي مع صديقاتك، وتعبري عن ذاتك بالصورة التي تكون معقولة ومقبولة للآخرين ولك، وهذه هي الفضفضة الحقيقية، وعليك التركيز على دراستك من أجل التميز، فهذا - إن شاء الله تعالى – يعطيك الشعور بالراحة ويبني ثقتك في نفسك بصورة أفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً