الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالقشعريرة من بعض الأصوات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة كنت أعيش خارج وطني في عزلة تامة وحياة هادئة، وعندما عدت إلى بلدي لم أستطع التأقلم والتعايش مع الناس، ومشكلتي هي أن أي احتكاك على أي سطح يضرني.

فإذا حرك أحدهم الأطباق على طاولة الطعام أو حدث احتكاك الأحذية مع السراميك أو تم سحب زجاج النوافذ (فتح وإغلاق) وغير ذلك، فإنني أشعر بقشعريرة شديدة وببرودة في جسمي خاصة ظهري، حتى أن شعر جلدي يقف، وأصبحت أضع أصابعي في أذني على الدوام، وهذا السلوك يضايق كل من حولي، فأنا أتضايق من هذه الأصوات وهم يتضايقون من ردة فعلي، فما هو نوع مرضي؟ وما العلاج؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأعراض لا أعتقد أنها تمثل مرضاً حقيقياً، فأنت عشت فترات طويلة خارج بلدك، وبعد أن رجعت ربما تكونين غير متهيئة نفسياً أو ذهنياً لهذا الرجوع، ولست متأكداً من ذلك وكلامي هو افتراضي، وربما تكونين تعيشين في بيئة أعلى مستوى من ناحية طبائع الناس من الترتيب والحياة الهادئة التي وصفتها، ووجدت نمط الحياة في بلدك مختلفاً، حيث يدخل الناس على بعضهم البعض دون استئذان في بعض الأحيان، ولا شك أن هناك حيوية وحركة أكثر، وقد يكون التواؤم لديك ليس بالدرجة المطلوبة، ودرجة القبول لهذا النمط الجديد للحياة أيضاً أقل مما هو مطلوب، ولذا يحدث لك هذا الاستشعار في أطراف الأعصاب في بعض الأماكن في الجسم، ونحن نعتبره نوعا من القلق البسيط المرتبط بعدم التواؤم.

ونصيحتي لك هي أن تفكري في الأمور الإيجابية الجديدة وسط أهلك، وأن تحاولي التكيف والتواؤم مع هذا الوضع، ولا تظهري ضعيفة أمام الآخرين، فإبداء المضايقة وعدم الارتياح والعصبية وهذا الشعور بالقشعريرة الذي يحدث لك ربما يفسره الآخرون أيضاً أنه نوع من عدم القبول أو الاستنكار بحياتك الجديدة، وهذا أمر غير مقبول للآخرين، فأنت مطالبة أن تتكيفي وأن تتطبعي بطبائع الآخرين، وأن تواكبي البيئة بقدر المستطاع.

ولا أعتقد أن هناك مرضاً أساسياً، وإنما هو نوع من الحساسية النفسية الزائدة، وأعتقد بمرور الأيام سوف تختفي تماماً، وإذا كنتِ تحسين بقلق حقيقي أو بعدم رضا فأنصحك بأن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، وهناك عقار يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival)، ويمكن أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقفي عن تناوله، نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً