الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب احمرار الوجه

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني من احمرار الوجه بشكل ملحوظ، وخصوصاً عندما أكون في موضع محط الأنظار، وهذا الأمر يسبب لي الكثير من الإحراج، ويعيق حياتي نسبيا؛ ولذلك ومن خلال بحثي للعلاج عن طريق الإنترنت رأيت أن هناك عملية تجرى تزيل هذا الاحمرار نهائياً، وتسمى تدبيس العصب السمبساوي، فما رأي حضرتكم بهذه العملية وتأثيرها على الصحة؟ وهل تنصحني بها؟

خصوصا أني رأيت من خلال شهادات المرضى أن حالتي تشبه حالتهم كثيراً، وهل لديك دواء يقضي على احمرار الوجه؟ وإذا كان لدي مقابلة مهمة أو موقف أخشى الدخول فيه فماذا أتناول قبل الذهاب؟

وشكراً جزيلا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

فإن هذا الاحمرار الذي يحدث لك في الوجه هو ناتج من زيادة في تدفق الدم، والزيادة في تدفق الدم هي عملية فسيولوجية، وليس أكثر من ذلك، وهذا التغير الفسيولوجي يصاحب القلق والخوف والرهاب الاجتماعي لدى بعض الناس، حيث إن البعض يحس بالضيق أو أنه غير مرتاح أو أنه سوف يفقد السيطرة على الموقف حين يكون في موقف اجتماعي معين.

والدراسات أيضاً تشير أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاحمرار أو يكثرون من التركيز عليه تكون شخصياتهم حساسة أكثر من اللزوم، ولذا يكون هذا الأمر شاغلاً لهم لدرجة كبيرة، وهذا الاهتمام وهذا الانشغال في حد ذاته يرفع من وتيرة القلق مما يكون لديه بعض الأعراض والنتائج السلبية، بمعنى أن يجد الإنسان في حلقة مفرغة ما بين الاحمرار وما بين القلق، والقلق يزيد من الاحمرار، والسب في الاحمرار في الأصل هو القلق.

هنالك أيضاً ملاحظة مهمة جدّاً وهي مثل هذه الحالات – أي احمرار الوجه – لا يلحظها الآخرون، لا تكون درجة ملاحظتهم لها بالصورة التي يتصورها من يعاني من هذه الحالة، هذه مبالغة في المشاعر معروفة ومثبتة وهي ناتجة أيضاً من القلق، فالذي أود أن أصل إليه هو أرجو ألا تعتقد أن بقية الناس يقومون بملاحظتك بنفس الطريقة التي تتصورها، لا، الأمر ليس كذلك.

العلاج في فهم الموضوع وفهم أسبابه، ولذا كنتُ حريصاً أن أشرح لك هذا الشرح البسيط، وأرجو أن يساعدك في العلاج.

أما بالنسبة للعلاج عن طريق تدبيس وتعطيل العصب الثمبثاوي، هذا العلاج نعم قد ذُكر، ولكني أراه أنه أمر يجب ألا يلجأ إليه الإنسان إلا في حالات الاضطرار وبعد أن تفشل السبل الأخرى؛ لأنه في نظري إجراء قوي جدّاً، ولا ننصح به، والإنسان الذي يريد أن يقدم على هذه الخطوة لابد أن يتم فحصه بواسطة الطبيب النفسي وطبيب الأعصاب وطبيب الأمراض الجلدية، وبعد ذلك إذا قرر الأطباء الثلاثة أنه توجد ضرورة لهذه العملية يمكن الإقدام عليها، وهذا نادراً ما يتفق الأطباء المختصون على إجراء مثل هذه العملية.

مع احترامي الشديد للأطباء ولكن قطعاً الإنسان إذا لجأ إلى الطب التجاري ربما يكون هنالك نوع من الاستعجال من جانب الأطباء في إجراء هذه العملية.

الذي أراه ألا تقدم على العملية في الوقت الحاضر، وأرى أن تناولك للأدوية سوف يكون مفيداً لك، ومن الأدوية الجيدة والطيبة جدّاً التي سوف تساعدك عقار يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine).

أنا لا أريدك أن تتناول هذا العقار فقط قبل الذهاب إلى المقابلات، ولكني أريدك أن تتناوله حسب الجرعة والطريقة التالية:

ابدأ بتناول الدواء بجرعة عشرة مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة ليلاً بعد الأكل واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة (عشرة مليجرام) لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة والجيدة جدّاً، وتساعد كثيراً في زوال هذا النوع من الخوف والقلق الاجتماعي.

بجانب الزيروكسات هنالك عقار يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol) أريدك أيضاً أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحاً وعشرة مليجرام مساءً لمدة شهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام صباحاً لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

هذا الدواء يساعد في تقليل كل العمليات الفسيولوجية من احمرار في الوجه أو رعشة أو ضربات في القلب قد يصاب بها البعض في حالة المواجهات الاجتماعية.

هذا هو الذي أراه أفضل بالنسبة لك، وفي نفس الوقت لابد أن تكون لك ثقة في نفسك، ولابد أن تكثر من المواجهات، ولابد أن تتواصل وتختلط اجتماعياً، هذا سوف يساعدك كثيراً، ويجب ألا تركز على الطريقة التي يعمل بها جسدك، هذه ضرورية جدّاً؛ لأن البعض يكون ملاحظا ومنتبها بشدة على كل وظائف جسده من خفقان وضربات وتغير في الألوان – وهكذا - فلا أودك حقيقة أن تكون متيقظاً ومنتبهاً ومراقباً لوظائفك الفسيولوجية؛ لأن هذا يزيد من القلق، خاصة وأن هذه الوظائف معظمها وظائف لا إرادية.

بارك الله فيك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، وأشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً