الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية الاستمرار في العلاج الدوائي والسلوكي لدعم التحسن في علاج الرهاب

السؤال

السلام عليكم

أنا مصاب بالرهاب، وتحسنت ـ بفضل الله ـ80 %، ولكن بعض الأيام تتراجع حالتي قليلاً رغم أنني مستمر بالعلاج (سيبرالكس20) ولا توجد أي ضغوطات لدي، يرجى تفسير ذلك.

وهل من الممكن أن يعود المرض مع الاستمرار بالعلاج؟

يرجى الإفادة، فأنا قلق من عودة المرض لا قدر الله.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع (إسلام ويب)، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونحمد الله كثيراً على هذه الدرجة الرفيعة من التحسن التي وصلت إليها.

فإن التذبذب والتراجع في الحالة النفسية هو أمر طبيعي جدّاً، فالإنسان لا يظل على حالة واحدة أو وتيرة واحدة فيما يخص مزاجه، وأنا أقول لك: إن ثمانين بالمائة تعتبر نسبة عالية جدّاً حسب مفاهيم الطب النفسي، فحصولك على هذه الدرجة من التحسن شيء يدعو حقيقة للغبطة والسرور.

أنا أدعوك للاستمرار على العلاج الدوائي، ولكن في ذات الوقت أقول لك: إن أهمية العلاج السلوكي يجب ألا تتجاهلها، فهي - إن شاء الله تعالى – سوف تكمل التحسن وهي أيضاً الوسيلة التي من خلالها نضمن - إن شاء الله تعالى – عدم حدوث أي انتكاسات مرضية مستقبلية خاصة حين يتم التوقف عن تناول الدواء.

ومن الوسائل السلوكية المعروفة لعلاج الرهاب:

(1) أن تتفهم أن الرهاب ما هو إلا نوع من القلق.

(2) أن تتفهم أنه حالة نفسية مكتسبة.

(3) وأن التخلص منه ممكن جدّاً، وذلك بمواجهة مصدر الخوف أو ما نسميه بالتعريض - أو التعرض – لهذا المصدر مع منع الاستجابة السلبية، أي: مع منع الهروب وعدم المواجهة.

(4) ومن الضروري جدّاً أن تكون هنالك نشاطات اجتماعية متواصلة على الصعيد الأسري، مثل التواصل مع الأرحام والجيران وزيارتهم، والحرص على صلاة الجماعة، وأن تكون في الصف الأول، كذلك ممارسة الرياضة الجماعية، وحضور حلقات التلاوة، والتفكير الإيجابي، وإدارة الزمن بصورة صحيحة، وإعادة تقدير وتقييم الذات بصورة إيجابية، والتفكر والتمعن والتأمل في الأشياء الجميلة الموجودة في حياتك.

(5) تذكر أنك قد تحسنت، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون دافعاً للمزيد من التحسن.

نحن نقول لك بأننا نأمل ونسأل الله تعالى ألا يعود لك المرض، ولتدعيم هذا يجب أن تأخذ بالأسباب وتطبق ما ذكرناه لك، وأعتقد - إن شاء الله تعالى – أنك لن تصاب بانتكاسات ما دمت متبعاً للتعليمات الطبية بصورة صحيحة، وأرجو ألا تقلق، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً