الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنفلونزا الخنازير واللقاح المضاد وتأثيره على الحامل

السؤال

السادة الكرام العاملون على الموقع! لكم جزيل الشكر ووفقكم الله دائماً لما فيه خير المسلمين، أما بعد:

سؤالي هو أنني حامل في الشهر الخامس، وتردد حديث عن أنه سوف يتم تطعيم الحوامل ضد أنفلونزا الخنازير قريباً، أنا في حالة ذعر وفزع من المرض، وأصبحت قليلة الاقتراب من الأشخاص كثيراً، حتى أنني أفكر في ترك وظيفتي التي يساهم أجرها في الكثير من الواجبات المنزلية، وأنا خائفة جداً من مضاعفات اللقاح لي وللجنين، أتمنى النصيحة والمشورة الطبية جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شابة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكر لك مشاعرك الطيبة نحو الشبكة الإسلامية والعاملين فيها، ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
بالنسبة لسؤالك يا أختي: فلا داعي لكل هذا الخوف والهلع، سواء من المرض نفسه أو من اللقاح، فالمرض هو مثل الأنفلونزا العادية، ولكن يسهل انتشاره وهذه هي المشكلة، وعند الناس العاديين ممن لديهم مناعة عادية وطبيعية يمر المرض عادة وبدون أية مشاكل وبدون علاج، مثل الأنفلونزا العادية، ولعل الخوف من المرض أخذ حجماً أكثر مما يجب عند الناس.
بالنسبة للقاح أنفلونزا الخنازير فهو محضر بنفس طريقة لقاح الأنفلونزا العادية، والذي يتم تداوله منذ سنوات عديدة وبدون أية مشاكل، أي هو لقاح محضر من الفيروسات الميتة، ومثل هذه اللقاحات الميتة مسموح بها ولا ضرر منها على الحمل إن شاء الله تعالى.

الفكرة من إعطاء اللقاح للحوامل هو أن السيدة الحامل معرضة أكثر من غير الحامل لالتقاط العدوى، بسبب التغيرات الهرمونية الحادثة في الحمل، كما أنها ستنقل المناعة للمرض بعد أن تتشكل في جسمها إلى جنينها، وسيكون لديه مناعة ضد المرض بعد ولادته ولغاية بلوغه عمر 6 شهور، ورغم كل ما يشاع عن اللقاح حالياً، إلا أن الملاحظات والدراسات -ولو أنها ما زالت قليلة ومبكرة- تقول بأنه آمن في الحمل وغير الحمل.

هنالك شكلان للقاح: شكل الإبر التي تعطى في الذراع، وشكل البخاخ في الأنف، والمسموح بإعطائه في الحمل هو الإبر التي تعطى في الذراع فقط، وليس البخاخ، لذلك إذا قررت أخذ اللقاح فتأكدي بأن ما ستأخذينه هو إبرة وليس بخاخا في الأنف، ويفضل إعطاؤه بعد الشهر الثالث من الحمل، وبالنسبة لك فأنت الآن في الشهر الخامس، فلا خوف بإذن الله.

إذً فالمعلومات المتوافرة كلها تشير إلى أن اللقاح آمن في الحمل وغير الحمل، والمصادر العلمية التي بين أيدينا للآن تقول بسلامته، فلا تخافي ولا تتركي عملك.

كما أن اللقاح اختياري وليس إجباري، وحتى في أمريكا حالياً يتم إعطاؤه للحوامل الراغبات في الوقاية من المرض فقط، ولكن لا يجبرن على أخذه، فمنهن من اختارت أن تأخذه ومنهن من فضلت اتباع طرق الوقاية العادية ولم تأخذه، فإن كنت خائفة جداً فلك الخيار في أخذه أو تركه، وإن كنت تعملين في مكان مزدحم بالناس بحيث يكثر تعرضك للفيروسات، فالأفضل أن تأخذيه، وإن كانت طبيعة عملك لا تجعلك تختلطين بالناس كثيراً، فيمكنك عدم أخذه ولا ضرر عليك بإذن الله في كلتا الحالتين، فنحن نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله عز وجل فهو خير الحافظين.
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك الصحة والعافية، وأن يتمم حملك على خير، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات