الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لموظف في نقل إلى عمل أقل شأناً

السؤال

لدي مشكلة في عملي، حيث كنت في السابق مديراً لمكتب ثم بعد ذلك طُلب مني أن أعمل في الإرشيف، علماً بأن مؤهلي بكالوريوس في نظم المعلومات، فهل أواصل ما أنا عليه أم أستقيل؟

أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غازي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المؤمن كالغيث حيثما وقع نفع، فاجعل عملك لله، وقدم ما يرضي الله، وجنّد نفسك لخدمة عباد الله، والأمة تحتاج لمن يعمل مديراً، وتحتاج لمن يعمل في الإرشيف، بل تحتاج إلى البواب الأمين والتاجر الصادق والمزارع المجتهد، والإنسان يستطيع أن يخدم دينه وأهله ووطنه من أي موقع يكون فيه، والمهم هو الإخلاص والإتقان وصدق النية وسلامة الطوية، ولا يزال الإنسان بخير ما نوى الخير وعمل الخير.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يأخذ بناصيتك إلى الخير، ورغم أنه لم تتضح لنا أسباب نقلك من موقعك الأول إلى الموقع الجديد؛ إلا أننا ندعوك إلى إثبات وجودك في كل مكان توضع فيه، وليس هناك ردٌ أبلغ من النجاح، فاشغل نفسك بطاعة الفتاح، وواظب على أذكار المساء والصباح، وابذل أسباب الفلاح، وتذكر أنه لا يوجد إنسان سيظل مديراً، ولو دامت الدنيا لمن قبلنا لما وصلت إلينا، ولكن المهم أن يترك الإنسان الأثر والذكر الحسن، وعليه قبل ذلك أن يتذكر أنه مسئول بين يدي الله.

وقد أحسن من قال:
وإذا وليت أمور قوم ليلة فاعلم بأنك بعدها مسئول
وإذا حملت إلى القبور جنازة فاعلم بأنك بعدها محمول

ومن هنا فنحن ننصحك بالاستمرار في عملك، بل وندعوك إلى مزيد من الاجتهاد، وأثبت للجميع أنك لا تعمل لأجل أحد من الناس، وأنك لن تترك عملك لأجلهم، وما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع، ولا تلتفت إلى كلام الناس فإن رضاهم غاية لا تدرك، وكلامهم لا ينتهي بحال، ولكن العاقل يجعل همه رضوان الكبير المتعال.

وإذا رضي الله عن الإنسان أقبل بقلوب العباد إليه، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات