الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة تذكر الموت .. بين الإيجابية والسلبية

السؤال

عندما أكون في خلوة مع نفسي أذكر الموت كثيراً لدرجة أنني أكره هذه الدنيا التي نعيش فيها، فأرجع إلى رشدي ثانياً وأقول: إنما هذا وسواس من الشيطان لأن الله عز وجل خلقنا للعمل والكد والمثابرة ومواجهة الشهوات، ولكن هذا الوسواس اللعين لا يتركني، مع العلم أني أقرأ كتاب الله وأتدبر آياته وأجد حلاوة لا يضاهيها شيء، أرجو الإفادة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله لك الثبات والسداد، وأسأله أن يرزقنا جميعاً حسن الختام.

تذكر الموت مفيد، بل ومطلوب شرعاً؛ لأنه يدفع لعمل الصالحات، ويعين على الحرص على رضى رب الأرض والسماوات، ويجعل الإنسان يتذكر الغاية التي لأجلها خلق، ويعطي الدنيا حجمها الحقيقي.

ولكن واجبنا أن نجعل التذكر إيجابياً بحيث نترجمه إلى عمل واجتهاد، وليس إلى يأس وإحباط؛ لأن ما عند الله خير للمؤمنين والمؤمنات، وهذه الإيجابية والاندفاع في عمل الخير هي التي أرادها رسولنا صلى الله عليه وسلم حين وجهنا بالإكثار من ذكر هادم اللذات.

ولكن تذكر الموت بالنسبة للكافر يصيبه بالهلع والجزع، ويجعله يندفع في الظلم والظلمات، فيسرق ويسرف على نفسه، ويجمع أكبر قدر من حطام الدنيا قبل أن يدركه الموت، ولذلك يكثر فيهم الانتحار والجرائم الكبيرة.

وصدقت فالله خلقنا لعبادته، والعمل بطاعته وعمارة هذه الدنيا بما يرضيه سبحانه، بل إذا قامت القيامة وبيد أحدنا فسيلة عليه أن يغرسها، وتقوم القيامة لتبين منزلة العاملين، ومكانة الحريصين على مرضاة الله.

وأنت ولله الحمد على خير ما دمت تجد حلاوة لتلاوة القرآن، فعليك بهذا الكتاب وهو جليس لا يكذب وصاحب لا يغش، وبالإكثار من تلاوته ينصرف الشيطان، ويعرف المؤمن ماذا عليه أن يفعل.

واحرص على ترك الوحدة، فابحث عن صالحين يذكرونك بالله إذا نسيت، ويعينونك على طاعة الله إذا ذكرت، فالوحدة شر والشيطان من الجماعة أبعد، ومفيدٌ جداً أن تجالس الصالحين، وانظر إلى عمر بن عبد العزيز فقد كان يجمع الأخيار في داره، فيتذكرون الموت والوقوف بين يدي الله فيبكون حتى كأنما بين أيديهم جنازة، ومع ذلك ما توقفت حياتهم ولا تركوا العمل حتى توفاهم الله تبارك وتعالى.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً