السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 16 سنة، ركبتي اليمنى تخرج صوت فرقعة، وأشعر بألمٍ خفيف مصاحب له عند ثني وفرد القدم، وأحياناً عند الوقوف والجلوس كثيراً يصبح الألم شديداً، فهل تنصحني باستشارة الطبيب أم أن هذا شيء طبيعي؟ مع أنني ذهبت وأجريت فحصاً عن المفاصل ولم يتبين شيء.

وشكراً لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الكثيرين من الناس تحدثهم لديهم أصوات عند تحريك الركبة، فإن لم يترافق ذلك مع ألم في الركبة فإن ذلك عادةً لا يكون له دلالة مرضية؛ حيث إن الأربطة والأوتار تتحرك أحياناً على بروزات عظمية محدثة هذا الصوت.

وأما إن ترافق ذلك مع ألم فإن هناك عدة أمور في مفصل الركبة تسبب هذه الحالة، وغالباً ما يحدث هذا الألم نتيجة الإجهاد المتكرر، أو المجهود الرياضي المستمر.

وأكثر سبب لآلام الركبة في مثل سنك هو آلام صابونة الركبة أو ما يسمى بتناذر (Patellofemoral syndrome) أي تناذر المفصل الفخذي الرضفي، والرضفة باللغة العربية هي صابونة الركبة، وهو ينجم عن ألمٍ في السطح الداخلي للصابونة بسبب عدم توضع الصابونة في المنتصف تماماً، وعند الحركة وثني الركبة فإنه يحصل نوع من الانحناء الخارجي للصابونة بدلاً من أن تبقى في الوسط، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على وجهي الصابونة الداخلي، وهو عادةً ما يكون السطح الداخلي من الناحية الخارجية.

فهناك سطحان للصابونة من الناحية المواجهة لعظم الفخذ، وتتحرك الصابونة عادة في مسار خاص في وسط عظم الفخذ عند الركبة، وعندما يحصل هذا الانحناء للخارج فإن الألم يأتي مع ثني الركبة وفي بعض الأوضاع، ويختفي تماماً عندما تمد الركبة ولا تحرك؛ لأن الصابونة تبتعد عن سطح عظم الفخذ مع مد الركبة، ويحدث هذا عند الكثير ممن يكون عندهم زيادة في مرونة الأربطة وهذه الزيادة نجدها في نسبة 10% من الناس خاصة الفتيات.

والأعراض التقليدية هي آلام في الجزء الأمامي من الركبة، والتي تزداد شدة بعد عمل مجهود بدني مثل الجري، وارتقاء الدرج، والقفز أو تربيع الساقين، كذلك قد يشعر المريض بالألم بعد جلوسه لمدة طويلة مع ثني الركبة، ويتم التأكد من التشخيص إما بالضغط على صابونة الركبة لأسفل، أو بإعاقة حركة صابونة الركبة لأعلى عندما يقبض المريض عضلات الفخذ الأمامية، أي أن الطبيب يستطيع بالفحص الطبي أن يشخص الحالة، ويمكن التأكد من ذلك بعمل صورة للركبة في وضعية تسمى (Sunrise view) وهذه الوضعية تظهر وضعية الصابونة تماماً، ويمكن مشاهدة مكانها تماماً إن كانت مائلة، أو إن كان هناك قرب لأحد أسطح الصابونة الداخلي من عظم الفخذ.

وأما علاجها فيكون بالمسكنات، بوضع كمادات باردة على الركبة، وإجراء تمارين خاصة لتقوية عضلات الفخذ، والاستمرار على هذه التمارين لمدة ستة أشهر، وتجرى يومياً مرتين في اليوم أو ثلاث مرات، ويفضل بدء التمارين مع المعالج الطبيعي في البداية لعدة جلسات، ثم تستمرين بالتمارين في البيت وللمدة المذكورة، وقد تحتاجين فترةً أطول.

ويفضل مراجعة طبيب أخصائي بجراحة العظام، أو طبيب مختص بأمراض المفاصل، وقد يرى الطبيب إجراء صورة بالرنين المغناطيسي لتشخيص الحالة أو لاستبعاد حالة مشابهة تسبب أعراضاً متشابهة وتسمى (Synvoial plica)، وفي بعض الحالات قد يرى الطبيب إجراء منظار إن لم يتم التشخيص بالطنين المغناطيسي.

والله الموفق.