الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوم بالعادة السرية وأتوب منها وأعود، فما نصيحتكم؟

السؤال

أنا طالبة حصلت على شهادة الباكالوريا وأريد أن أتمم دراستي في إحدى المجالات التالية التدريس أو التطبيب لكنني أريد ان أختار المهنة التي بها عدد ساعات لكي أحصل على وقت أكبر لذكر الله، لأن الذكر من أعظم العبادات، فهل هذه الفكرة صائبة مع العلم أن نيتي من العمل هي إنفاق المال في سبيل الله.

والسؤال الآخر:

أقوم بالعادة السرية وأتوب منها وأعود وأنا غير متوقفة عنها على أساس الحديث (يا رسول الله أرأيت إن فعلت ذنبا أيكتب عليّ؟).

فبماذا تنصحونني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nisrine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وأسأل الله أن يبارك فيك وأن يرضى عنك.

بالنسبة للسؤال الأول -أختنا الفاضلة- فلا شك أن هذه نية صالحة نسأل الله أن ترزقين الأجر عليها، لكن الذكر أنواع.

فذكر العين الكف عما حرم الله النظر إليه، وذكر المال الإنفاق في سبيل الله، وذكر العمل الإتقان والإخلاص ومراقبة الله -عز وجل-.

وإنما ذكرت ذلك لكي تتأكدي أن العمل في حد ذاته ما دام موافقا للشرع فهو عند النية ذكر وعبادة، سيما ونيتك أن تنفقي في سبيل الله عز وجل.

بالنسبة للسؤال الثاني: فلا أتمنى لك -يا أختي الكريمة- أن تكوني ألعوبة للشيطان يشغلك بها ليصل إلى قلبك التقي النقي -إن شاء الله-، فله خطواته والله حذرنا منها في قوله {لا تتبعوا خطوات الشيطان } وأما عن الخطوات العملية فهي كالتالي:

أولاً: العلم بحرمة ذلك الفعل وقبحه، فجمهور أهل العلم على حرمته استنادا إلى قوله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).

ثانيا: القراءة حول الأضرار الصحية والنفسية وكذا الدينية المترتبة على الاستمرار في هذا الفعل المدمر.

ثالثا: استحضار عظمة الله في قلبك، والاستحياء من نظر الله إليك وأنت تفعلين ذلك، وكذلك ملائكة الله المصاحبين لك، فإن ذلك مما يقوي همتك على الابتعاد عن هذا الفعل.

رابعا: إن أهل الاجتماع يخبرون أنه أضحى من الثابت علميا أن من تستمر في العادة السرية يؤثر على حياتها الاجتماعية مما قد يؤدى إلى عدم الاستقرار الزوجي.

خامسا: ابتعدي عن الجلوس وحدك ما أمكن، واشغلي وقتك بكل صوره، ولا تتركي فراغا لك يتسلل منه الشيطان إليك.

سادسا: اجتهدي في عمل دعوي مع بعض الأخوات أو إنساني أو اجتماعي فإن هذا مما يساعدك على ذلك.

سابعا: أكثري من النوافل وخاصة الصيام، وكذا الدعاء إلى الله أن يصرف عنك هذا الشر، وأن يرزقك الثبات على الحق.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الطاعة، وأن ييسر لك الخير حيث كان.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً