الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك طرق للتقليل من الغازات في البطن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ سنوات بدأت أحس بوجود غازات في البطن, وانتفاخ, وكنت أحس بخروج غازات بدون رائحة، وغالبا ما تكون عند الحركة، مثل الركوع والسجود في الصلاة، ذهبت لطبيبة وأجرت لي فحص البراز، وقالت: إن فحص البراز غير نظيف, وأعطتني علاجا، استخدمت العلاج, ولم يحدث تغير في الحالة، وبعد ذلك لم أذهب لطبيب آخر، وحاليا الأعراض التي أحس أنها غير طبيعية وتقلقني هي:

- كثرة عدد مرات التبرز خلال اليوم, من الممكن -أحيانا- أن تصل إلى أربع مرات في اليوم، وأحس برغبة في التبرز أحيانا بعد الأكل مباشرة، ولكن ليس دائما.

- عند الاستيقاظ من النوم صباحا أحس بألم بسيط أسفل الظهر، وإذا قضيت حاجتي وفرغت الغازات يزول الألم، وهذا الألم يحدث أحيانا.

- خروج مادة بيضاء تشبه رغوة الصابون, يمكن أن أحس برغبة في تفريغ بطني، وتخرج هذه المادة البيضاء فقط، وأحس بالارتياح، دون خروج براز.

- أصوات وحركة في البطن.

غير هذه الأعراض لا أحس بأي آلام في أي جزء من أجزاء الجسم، أرجو أن أكون قد شرحت الحالة بصورة جيدة.

ما هو تشخيص هذه الحالة؟
وهل يمكن أن تكون الأعراض لمرض يظهر لاحقا؟
وهل هناك طرق للتقليل من الغازات؟

أرجو التفصيل بشرح الحالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

من الأعراض التي تصفينها فإن هذا ينطبق على القولون العصبي، وهو مرض شائع جدا، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك، وخروج مخاط من الشرج.

هو مرض لا يكون فيه أي خلل أو اضطراب عضوي، فالأعراض ليست بسبب التهاب, أو جراثيم, أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء.

تتردد الأعراض فتزداد في فترةٍ معينة، وتخف في أخرى, أو تزول لفترةٍ معينة, وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق, واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات, وفي فترات استقرار الحالة النفسية، ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواعٍ معينة من الأغذية والأطعمة, كالحليب, والبهارات, والفلفل, والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

من أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره.

أهم أعراضه هي الأعراض التي تشكين منها, وهي:
- آلام في البطن
- إسهال, وأحيانا يكون إسهالا يتلوه إمساك, والإسهال لا يكون في الليل, أي أنه لا يوقظ الإنسان من النوم، وكذلك الألم لا يوقظ الإنسان من النوم، ولا يكون هناك تناقص في الوزن.

- خروج مخاط مثل الرشح، وهذا ما تعانين منه أنت من خروج هذه الرغوة التي وصفتها.

- أحيانا يشعر المريض بعدم الإفراغ الكامل.

- انتفاخ وأصوات في البطن بسبب كثرة الغازات في البطن.

وهناك أعراضٌ كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها:

- شعور بالإرهاق والتعب العام.

2- شعور بالشبع, وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقتٍ طويل من الوجبة السابقة.

3 - آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحياناً الشعور بالحصر.

4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر, والكتفين, والرجلين, وغيرها.

وتفهّم هذا المرض من قبل المريض يفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضوياً، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طوال العمر، فعليك أن تصبري, وتحتسبي الأجر عند الله، وتحاولي أن تتكيفي مع أعراض المرض.

مهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف, أو التهاب, أو سرطان, ولا إلى غير ذلك.

العلاج هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض, سواء التوتر والقلق, أو أطعمة معينة، فعليها أن تتخير الأطعمة التي تراها مريحة بالنسبة لها، ولا بد أنها قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندها.

من الأمور التي تساعد ممارسة رياضة الاسترخاء, فهذا يُساعدها كثيرا -بإذن الله- ويكون بأن تجلسي في مكانٍ هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغلي نفسك بأي أمور حياتية، وتفكري في شيء سعيد وجميل، وتغمضي عينيك ثم تأخذي نفسًا عميقًا وبطيئًا، ويجب أن تملئي صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك تمسكي على الهواء قليلاً في صدرك، ثم تخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن تخرجيه أيضًا بكل قوة, وبكل دقة وبطء، وتكرري هذا التمرين خمس مرات صباحًا، وخمس مرات مساءً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجدين -إن شاء الله- أنه مفيد، والتمارين الرياضية وجد أنها مفيدة - أي نوع من التمارين الرياضية خاصة تمارين المشي أو الجري).

بالنسبة للعلاج الدوائي، فهو (دسباتالين)، للتقلصات ثلاث مرات في اليوم, مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم، مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية، وعليها الاستمرار على هذه الأدوية ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض، ثم تبدأ بالتوقف عنها، ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.

لعلاج الغازات يجب أن يتم مضغ الطعام ببطء، والفم مغلق, والتوقف عن المشروبات الغازية، وملاحظة الأطعمة التي تسبب الغازات, والإقلال منها.

بعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية، أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي، وفي كثيرٍ من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب مثل الموتيفال، أو اللبراكس.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا عمر

    انا لدي نفس الاعراض منذ مده طويلةنصيحه اطلبي فحص (جرثومة المعده)

  • السعودية علي دياب

    فعلا العراض النفسية مشكلة كبيرة جدا

  • أمريكا صيدلي جامعة طيبة المدينة النبوية

    عليك بالسنا المكي فانه دواء وشفاء بعد الله

  • العراق محمد

    هذه الاعراض عندي منذ سنين وخصوصا عندما اتوتر او اقلق لامن شي او اصبح عصبيا

  • جويانا الفرنسية Salamota

    اعاني من نفس الأعراض التي سألها الأخ الكريم.

  • أمريكا حصه العتيبى

    شكرًا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً