الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج حالة التبول اللاإرادى عند الكبار؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 20 سنة, وأعاني من التبول اللاإرادي ليلا منذ كنت صغيرة.

وهذا الموضوع سبب لي أزمة كبيرة في حياتي, وأنا لا أستطيع الذهاب للطبيب, وأنا في هذا السن, وأخجل جدا.

أنا منذ عدة سنوات كنت عملت تحليل بول, ولما رآه الطبيب, قال: إنني لا أعاني من مرض عضوي, أنا لا أعرف سبب هذه المشكلة, وقد أثَّر هذا الموضوع على نفسيتي جدا, ولا يمكن لي الزواج إذا بقيت هذه الحالة.

أنا آخذ دواء اسمه (تفرانيل) لمدة 9 أشهر, بدأت بجرعات صغيرة, ثم زدتها, ثم خفضتها مرة أخرى, كنت أتحسن عند أخذه, لكن – للأسف- عندما تركته رجعت كالسابق.

وللعلم فبعض أقاربي مصابون بهذه الحالة, لكنهم تعافوا منها, وأخي أيضا كان يعاني منها, لكني لا أدري لم هي مستمرة معي.

كنت قرأت أن هذا موضوع نفسي, لكني لا أعاني من مشاكل نفسية كبيرة في حياتي, من الممكن أن أكون مزاجية, ولست اجتماعية, وأكتم كل أموري بداخلي, لكن هذه أمور موجودة عند ناس كثيرين, ولم تسبب لهم المشكلة التي أعاني منها, فلو كان هذا هو السبب فما العلاج؟

وأنا أيضا عضلاتي وأعصابي ضعيفة؛ لأني مع أي ضغط نفسي أو بذل مجهود زائد أشعر أن جسمي يرتعش, ولا أستطيع التحكم في نفسي, ماذا أعمل؟

أرجو أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ khloud حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

التبول اللاإرادي في مثل هذه السن - لا شك- أنه يسبب بعض الحرج, لكن يعرف أن حوالي (2 إلى 3%) من الناس - خاصة البنات- لديهم هذه المشكلة، أعتقد أن حالتك بالفعل ليست عضوية, لكن قد استجبت للتفرانيل بصورة جيدة, وربما تكون العوامل الوراثية قد لعبت دوراً, فأنت لديك تاريخ أسري, وكثيراً ما يكون التكاسل, وعدم البحث عن علاج حقيقي أيضا هو السبب في هذه المشكلة، ربط التبول اللاإرادي بالحالات النفسية لا نعني وجود مرض نفسي حقيقي, لكن عند بعض الناس الذين لديهم عسر بسيط في المزاج, أو تغلب مزاجي, أو شعور بالقلق وعدم الارتياح العام، وعدم القدرة على التواؤم مع أفراد الأسرة، وعدم القدرة على تثبيت نمط إيجابي للحياة, فهذا كله قد يؤدي إلى هذه الحالات، الذي أنصح به هو أن تقومي بتحليل البول مرة أخرى, وليس من الضروري أبداً أن تذكري السبب إن وجد أي نوع من الالتهابات, أو زيادة في الأملاح فيمكن أن تناولي علاج المناسب.

العلاجات التي أنصحك به هي كالتالي:
أولاً: يجب أن تتوقفي تماماً عن تناول مُدِرَّات البول بعد الساعة السادسة مساء, وهي السوائل بجميع أنواعها.

ثانياً: عليك أن تمسكي البول أثناء النهار ليعطي المثانة فرصة للاتساع, وفي نفس الوقت يقوي المحبس البولي الموجود بين السبيل والمثانة، وهذا التمرين ضروري ومهم.

ثالثاً: حين تذهبي إلى النوم ليلاً اذهبي إلى الحمام واقضي حاجتك, وبعد أن ينقطع البول يجب أن تجلسي على الأقل لمدة دقيقة كاملة, وحاولي أن تدفعي أي بقايا للبول؛ من أجل الإخراج؛ حيث إن الدراسات كبيرة أشارت إلى أن انقطاع البول بعد التبول لا يعني أن المثانة قد أفرغت تماماً، الدراسة أشارت إلى أن ثلث البول لا يزال باقٍ, فكوني حريصة جداً على تطبيق هذا الإرشاد البسيط والسهل, ولكنه مهم جداً، يجب أن تمارسي أي تمارين رياضية, خاصة التمارين التي تقوي عضلات البطن, فهذه مهمة وضرورية جداً.

رابعاً : تناولي عقار تفرانيل فهو جيد جداً, وابدئي بجرعة (25) مليجراما ليلاً أو نهاراً, تناوليه فلا بأس في ذلك, وبعد شهرين ارفعي الجرعة إلى (50) مليجراما يومياً, واستمري عليها لمدة ستة أشهر, ثم بعد ذلك خفضيها إلى (25) مليجراما ليلاً لمدة ستة أشهر, ثم اجعليه (25) مليجراما يوما بعد يوم لمدة ثلاثة أشهر, ثم توقفي عن تناول الدواء, وفي ذات الوقت أتوقع أن يكون - إن شاء الله- العلاج قد اكتمل بالنسبة لك، أرجو أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية, وكوني فعالة, واجتهدي في دراستك, وكوني بارة بوالديك, وغيري نمط حياتك, واجعليه إيجابياً.

فحاولي أن تتناسي هذا الموضوع، فليس بمشكلة رئيسية، وإن شاء الله تعالى سوف تنتهي تمامًا.

أما بالنسبة لموضوع ضعف العضلات والأعصاب والتي تشتكين منها مع أي ضغط نفسي أو بذل مجهود زائد والتي تكون مصحوبة بأعراض ارتعاش الجسم، وعدم القدرة على التحكم في النفس، هذه كلها دليل على وجود حالة قلق، وقد يكون هذا هو القلق نفسه سبب التبول اللاإرادي، أو يكون نتج من التبول اللاإرادي، وطريقة العلاج إن شاء الله تعالى سهلة جدًّا، وهي أن عقار تفرانيل الذي وصفناه لك مسبقًا سوف يكون مفيدًا في تخفيف وطأة الضغط النفسي الذي قد يحدث لك، وفي نفس الوقت هذا الدواء يحسن المزاج كثيرًا، وتحسن المزاج ينتج عنه تحسن ملحوظ في الطاقات النفسية والجسدية.

وأنصحك أيضًا أن لا تحتقني داخليًا ولا تكتمي، واسعي دائمًا للتعبير عن آرائك بوضوح وصراحة وفي حدود الذوق طبعًا، لأن التنفيس النفسي هو وسيلة مهمة لإزالة احتقانات النفس والتي إن حدثت ينتج عنها الشعور بالإجهاد النفسي والجسدي.

كنا قد نصحناك بممارسة رياضة تقوية عضلات البطن، وذلك من أجل المساعدة في التحكم بالتبول اللاإرادي، والآن أود أن أنصحك أن تكون الرياضة أشمل، حاولي أن تطبقي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، فالرياضة باعثة مفيدة وقوية جدًّا للطاقات النفسية والجسدية الإيجابية، وهذا إن شاء الله تعالى يؤدي إلى اختفاء ظاهرة الشعور بالإجهاد الجسدي والنفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا محي الدين

    جزاك الله خير اخي جربت كلامك والحمدلله تحسنت كتييير اشكرك

  • مصر aya

    ان شاء الله

  • الجزائر ميساء

    شكرا على كل جديدومفيد وبارك الله فيكم على الاهتمام

  • منى

    جزاك الله كل خير يادكتور

  • ميلاد

    جزاك الله خيرا

  • سلمين

    الله يرحم ولديك

  • الجزائر نسمة أريج

    بوركتم ، فعلا هذا هو الموضوع الذي كنت سأطرحه

  • المغرب مريم

    شكرا لك يا شاب

  • أوروبا اسما حمدان حمدان

    جزاك الله الخير

  • الجزائر اسماهن

    شكرا جزيلا

  • RANIA

    جزاك الله كل الخير وبارك الله لك

  • محبه الله

    جزاك الله خيرا

  • تركيا ابو حمزة

    جزاك الله خيرا والله يبارك فيك

  • مريم.

    جازاك الله خيرا يادكتور

  • اليمن ام

    جزاك الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً