الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بنت زوجي بلغت وتصر على عدم ارتداء الحجاب.. ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أعرف ما هو حكم الدين في أن فتاة بلغت، ولم ترتد الحجاب؟ مع العلم أن ابنة زوجي فتاة قد بلغت، وهي تعيش مع أمها، ولكن لا تريد لبس الحجاب، ولكن والدها يريدها أن تتحجب، وهي لا تريد، ولهذا يريد أن يعرف ما هو حكم الدين؟ وكيف يتصرف معها؟ هل يجوز أن يهددها أنه سينفر منها ولا يزورها حتى تلبس الحجاب؟ أم ماذا يعمل؟

مع العلم أن لها أختا صغرى، وهي بسن10سنوات، وارتدت الحجاب بمحض إرادتها رغم صغر سنها، وشكرا لكم، وعيد سعيد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته، ومن واله.

نشكر لك ولزوجك الحرص على الخير، والحرص على الحجاب، فإن الحجاب شريعة الوهاب، والحجاب عندنا من أمر الدين العظيم، وأمر الدين ليس للمؤمن وللمؤمنة خيار فيه{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ، ورَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ، ومَنْ يَعْصِ اللَّهَ، ورَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً}، ولكننا مع ذلك ندعو هذا الأب للحكمة، والحنكة، وحسن التعامل مع هذه الفتاة، وخاصة هذه الفتاة مع أمها، وربما يكون هنالك من يحرضها فلا نعطي فرصة لذلك، ثم علينا أن نبحث ما هو سبب هذا الرفض للحجاب، فقد يكون هنالك شبهات، إذن نزيل الشبهات، فقد يكون هناك نوع من العناد، إذن نحاول التلطف معها، وقد يكون السبب في ذلك تشجيع الأم على التبرج، أو أن البيئة فيها تبرج.

إذن نحن نحاول أن نغير البيئة، ونحاول أن ننصح فالحكمة مطلوبة، وعندما نريد أن نكلمها نثني على جمالها، وعلى صلاتها، وعلى صفاتها الجميلة، ثم نقول هذا الجمال يحتاج إلى الحجاب، وهذا الخير سوف يكتمل بطاعتك للكريم الوهاب الذي فرض الحجاب سبحانه وتعالى، إذن ترك الحجاب حرام، وجريمة تقع فيها الفتاة، لكننا نبدأ بالترغيب، ثم التعليم والتشجيع، وإزالة العوائق والموانع، ثم بعد ذلك نتخذ الإجراءات الأخرى، لابد قبل اتخاذ الإجراءات أن نعلم، هل هي ذات جدوى، وهل هي مفيدة؟ وربما يقول مثلاً إذا لم ترتد الحجاب فلن أعطيك مصروفا، فتكون النتيجة أن تتعلم السرقة، وممكن أن يقال إذا لم تلبسي الحجاب، فلن أزوركم، فتقول أحسن لأن أمي لا تريد زياراتك، إذن لا فائدة في هذه العقوبة، فيمكن أن يقال إذا لم ترتد الحجاب فلن أكلمك، إذن قد تكلم شبابا فتضيع فهي بحاجة إلى عطف، ونحو ذلك.

لابد أن ننظر إلى هذه الأمور بهذه الإبعاد، وهذه السعة، وتكرار المحاولات وأن نلاطفها، ونحسن إليها، ونبزر صفاتها الجميلة، ونذكرها بأن الحجاب طاعة لله تعالى، لابد أن نتعرف على أسباب رفض الحجاب، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب، وشجعيه على الحكمة، وإذا كان لك علاقة معها لاطفيها، وقدمي لها هدية مثلا عبارة عن حجاب، وحاولي أن تذكريها، واطلبي من زميلاتها في سنها أن يشجعنها على الحجاب إلى غير ذلك من المحاولات التي ينبغي أن نبذلها.

وإذا وصلنا إلى مرحلة أصرت فيها، وليس هناك سبب مما أشرنا إليه، فلا مانع من أن يهددها، ولا مانع أن يتدرج في العقوبات بشرط أن يتأكد أن العقوبات مجدية، وإنها مؤثرة، وأنها يمكن أن تكون سببا في ردها إلى الصواب.

فنسأل الله تعالى أن يهدي شباب المسلمين، وأن يهدي الفتيات، وأن يرد الجميع إلى الحجاب، وإلى كتاب الله وإلى سنة النبي صلى الله عليه، وسلم رداً جميلاً، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق، والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً