الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج من فتاة وأخشى من عدم التزامها

السؤال

أخي الفاضل: أولا أشكرك على اهتمامك.

مشكلة عاطفية أعاني منها منذ فترة, فعمري حوالي 21 سنة, وأتطلع إلى خطبة فتاة والزواج منها, مع العلم أنها يتيمة الأب والأم, أريدها عن حب سابق, لكن قررت الابتعاد عن الارتباط حتى يجمعنا الله, وذلك من أجل رضاه.

والمشكلة أن هذه الفتاة تحبني, وأنا أحبها بصدق وإخلاص, ولكنها غير ملتزمة دينيا, ولا حتى أهلها, ولا أخواتها, ولكني حتى الآن أدعو لها بالهداية.

المشكلة أن عندي خوفا أو وساوس, شيء ما بداخلي يخوفني منها أنها لن تستجيب لنصحي, ولا لنصح أختي عند خطبتها بالهداية, وأحيانا -ولكن نادرا- ما يحدث خلاف ذلك.

أخشى أن أسبب لها هما وحزنا عند عدم خطبتي لها بسبب عدم التزامها دينيا, مع العلم أني وهي لا نتكلم, ولا نتحدث, ولا يوجد وسيلة اتصال بيننا.

أرجو الإفادة، وشكرا على الاهتمام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آهله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك أيها الابن الكريم, ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به, ونتمنى دائما أن لا يستعجل الشباب في الأمور العاطفية, وأن يعرضوا رغبتهم في الزواج على الوالد والوالدة والأهل, فهم أحرص الناس على سعادتهم, ثم بعد ذلك إن ألقى الله في نفس أحد الشباب الميل إلى المرأة فعليه أن يطرق باب أهلها, ويأتي البيوت من أبوابها, ثم يجلس مع الفتاة, وينظر إليها النظرة الشرعية.

الإسلام لا يعترف بأي علاقة خارج الإطار الشرعي، ونريد البيوت أن تقوم على هدى من الله وتقوى من الله تبارك وتعالى وبرهان، وإذا كنت لم تكلم الفتاة, ولم تتحدث معها, فكيف عرفت ميلها إليك؟

وعلى كل حال, الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بأن نأخذ صاحبة الدين فقال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) وأوصى أولياء المرأة أيضا إذا أتاهم من يرضون دينه وخلقه، دينه وأمانته، فالدين هو الأساس، ولكن إذا كانت الفتاة عندها الحد الأدنى, وأهم من ذلك عندها ميل ورغبة في أن تتحسن, وهذه الأمور تعرف دائما من خلال محارمك من النساء الفاضلات العاقلات يستطعن أن يكتشفن هذا الجانب, فعند ذلك لا مانع من الارتباط بها بهذه الشروط, وأن يكون عندها الحد الأدنى من التدين, مثل المحافظة على الصلاة, وتلاوة القرآن, ثم بعد ذلك بقية الأمور, ويمكن أن تتأكد من استعدادها بأن ينصلح الحال.

أرجو أن تتأكد من هذا الاستعداد قبل أن تقدم مسألة الدخول, ولا مانع بعد الخطبة أو من خلال السؤال؛ فإنه من حق الرجل أن يسأل عن الفتاة, عن دينها وأحوالها, كما أنه من حق الفتاة أن تسأل عن الشاب, وعلى كل حال فإننا ندعوك بعد أن تشجع فكرة الزواج إلى أن تأخذ خطوات ترتب فيها الأوضاع, وتوسع فيها دائرة السؤال.

ونسأل الله تعالى وتبارك أن يقدر لك ولها الخير، وأن يلهمك السداد، والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً