الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يترك البيت لحجج واهية ويتركنا بلا مال، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة عندي 7 أبناء، وزوجي كل فترة يترك المنزل بحجج سخيفة جدا، وأنا على هذه الحال منذ 19 سنة، تعبت كثيرا معه، مع العلم أنه يتركنا لأسبوعين أو أكثر، وإذا لم يذهب أحد ويجلبه من الخارج فسيظل خارج البيت، ويتركنا بدون مصروف وأكل ويقول: دبروا حالكم! حتى لا يسأل عن أولاده، ماذا أفعل؟ والله تعبت واحترت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ايمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُصلح لك زوجك، وأن يُصلح ما بينك وبينه، وأن يُبصِّره بالحق، وأن يعينه على التزامه وتطبيقه. كما نسأله تبارك وتعالى أن يُوفقك لكل خير، وأن يجعلك من الصابرات القانتات المستورات، وأن يعينك على تحمل أذاه، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فيظهر من رسالتك أن زوجك لا يشعر بالمسؤولية تجاه الأسرة بمعنى الكلمة، وإنما يعتبر الأمر كما لو كان التزامًا عاديًا، وهذا يدل على خلل في التربية، حيث إن زوجك لعله يكون قد نشأ في بيت تعمّه الفوضى وعدم الالتزام بحقوق الآخرين، ولذلك يستخفّ بمسؤوليته الشرعية تجاه زوجته وأبنائه، رغم أن الحياة قد استمرت هذه الفترة الطويلة.

ومن هنا فإني أقول: الأمر يحتاج إلى مزيد من الصبر، ولكن أيضًا أنصح بضرورة إدخال إحدى الشخصيات المؤثرة التي لها علاقة بزوجك والتي يحترمها، ومحاولة طرح المشكلة أمامه وطلب المساعدة منه، طلب البحث عن حل مُرضٍ للطرفين من خلال هذه الشخصية الواعية المدركة التي لديها القدرة على حل مشاكل الأسر؛ لأن هذا التصرف غير معقول وغير مقبول، خاصة وأنه يترك البيت دون أدنى مصاريف تستطيع الأسرة أن تنفقها لقضاء الحاجة الضرورية، وهذا خطر عظيم.

لذا أنصح بضرورة إيجاد شخصية كبيرة تجلس بينكم وتحاول أن تستمع منكما معًا، وتبحث عن الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى هذا التصرف، فقد تكون المسألة من قبلك أنت، وقد تكونين أحيانًا تتجاوزين الحدود التي تجعل زوجك يهرب من الأسرة، فإذًا اسمعي منه، وهل لك سبب في هذه المشاكل أم لا؟ فإذا لم يكن منك السبب، فضعي يدك في يد زوجك على أن تعينيه على معالجة أمراضه النفسية، وإن كان لك سبب فتأكدي هل هذا الأمر فعلاً فيك؟ وأنك قد قمت بإزعاج زوجك؟ أم أن الأمر على خلاف ذلك؟

بهذه الطريقة أعتقد أننا سوف نستطيع -إن شاء الله تعالى- أن نتغلب على هذه المشكلة، وإضافة إلى ذلك لا بد من الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى بأن يُصلحه وأن يُبصّره بالحق، وأن يعينه على التزامه وتطبيقه، لأن الدعاء كما تعلمين هو الذي يغيِّر الله به الأقدار، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يرد القضاء إلا الدعاء) فعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يصلح لك زوجك، وأن يرده إلى رشده وصوابه، وأوصيك بالصبر الجميل، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يريك الفرج عاجلاً غير آجل.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً