الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضعف انتصاب شديد سبب لي الإحراج، فما سببه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على مجهوداتكم الرائعة في حل الكثير من المشكلات.

مشكلتي باختصار شديد: أنا شاب عندي 33 سنة، ومتزوج حديثا، قبل الزواج كانت الأمور كلها طبيعية وممتازة والحمد لله، ولكن بعد الزواج حدث ما لم أتوقعه وهو: وجدت أن الانتصاب ليس بالقدر الكافي، وبعد ذلك لم يحدث انتصاب إلا في فترات بسيطة وبمجهود خرافي، وحدث لي فقد شهية وعدم رغبة فى ممارسة الجماع، وكنت أبتعد عن زوجتى بأي حجة.

أيضا بشكل عام حدث لي عدم الرغبة في النساء جميعا، فليس هناك أي شيء ممكن يحرك عندي الشهوة، ذهبت إلى أكثر من طبيب، والكل أجمع أن الحالة من الناحية العضوية سليمة وممتازة، أما ما يحدث فهو نتيجة نفسية بحتة، وأنا لا أدري هل هي نفسية أم ماذا؟

أنا أشعر أن حالتي النفسية جيدة، وأخذت بعض المنشطات الجنسية ولكنها لم تفعل شيئا، حتى من ناحية الشهوة لا يحرك لي ساكنا، حتى أني في يوم أخذت حبتين من الفياجرا ولكن حدث الانتصاب لمدة ثوان ثم عاد إلى الارتخاء مرة أخرى، بالله عليكم أفيدوني ماذا أفعل؟

بعض الأصدقاء قالوا لي: إن هذا مس من الجان؛ أي عمل سحر، ولكني لا أعتقد بهذه الأمور، فماذا أفعل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي بك حتى وإن لم يكن مسًّا من الجن؛ فيجب يا أخي الكريم أن تحصّن نفسك وأن ترقي نفسك، هذا أمر مطلوب، وحين تأتي أهلك يجب أن تستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، هذه مطمئنات، وهذه مفاتح خير كبيرة، فلا تضيعها على نفسك، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: لا تراقب نفسك حول أدائك الجنسي؛ لأن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، وهذه مشكلة كبيرة جدًّا، وتذكر دائمًا أن الشهوات هي أمور غريزية، والشهوات من الناحية الدماغية تتمركز عند الإنسان فيما يُعرف بالعقل الحيواني أو عقل الزواحف، إذًا هي مرتبطة بأضعف المقدرات الإنسانية وأبسطها، إذًا هي فطرية، فتعامل مع الأمور على هذا النسق.

النقطة الثالثة هي: أن تُدرك تمامًا أن الجنس أخذ وعطاء، ويجب أن تتيح لزوجتك فرصة اللعب الجنسي السليم والشرعي، وأن تسمح لها بأن تأخذ مبادرات جنسية معك.

رابعًا: كثير من علماء النفس ينصحون بما نسميه بفترة الابتعاد، هذه الفكرة أتت من دراسات أجراها ماستر ومعه جونسون في أمريكا قبل أربعين عامًا تقريبًا، وجدوا أن الذين يعانون من صعوبة جنسية منشؤها نفسي؛ يُفضل للأزواج أن يفترقا لمدة أسبوعين، لا يفترقا افتراقًا جغرافيًا، لكن افتراقًا جنسيًا، لا يتحدثان عن الجنس، لا يمارسان الجنس، لا تقبيل، ولا أي شيء له علاقة بالجنس، وبعد انقضاء الأسبوعين تكون هنالك مداعبات جنسية لمدة أسبوع فقط، ومهما حدث الانتصاب – وسوف يحدث – لا تحاول الإيلاج أبدًا، وبعد انقضاء هذا الأسبوع تكون المعاشرة الجنسية طبيعية جدا.

هذا هو الذي أنصحك به، أضف إليه أن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب ممارسة الرياضة، التغذية المتوازنة، النوم المبكر، راحة البال، وراحة البال لا تأتي إلا من خلال ذكر الله تعالى.

وعليك أخي الكريم أن تكون متواصلاً اجتماعيًا، ومتميزًا في عملك، وتطور مهاراتك.

النقطة الأخيرة هي العلاج الدوائي: هنالك علاج بسيط جدًّا مضاد للقلق يسمى (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول) أعتقد أنه سوف يساعدك كثيرًا، تبدأ بنصف حبة، وقوة الحبة نصف مليجراما، تتناولها يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك تتناول دواء آخر يُعرف باسم (ببربيون) واسمه التجاري (ويلبيوترين) متوفر في مصر، وفي بعض الدول.

جرعة الويلبيوترين التي تحتاج لها هي مائة وخمسين مليجرامًا صباحًا، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله، أما بالنسبة للفلوناكسول فتستمر عليه لمدة شهر.

هذا هو الذي أنصحك به أيها الفاضل الكريم، وعليك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، ونحن نُشير إليها كثيرًا في إسلام ويب؛ لأنها بالفعل مفيدة جدًّا لمن يُطبقها بصورة صحيحة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتستفيد من محتواها، والذي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً