الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التفكير بالشهوة كثيرًا يؤثر على الشخص في عمله وإنجازاته؟

السؤال

أنتظر الإجابة بفارغ الصبر.

أنا شاب أعزب، عمري 28 عامًا، سؤالي: هل التفكير في الشهوة الجنسية حتى وإن لم أفعل شيئًا مثل: الاستمناء، أو الزنا، هل مجرد التفكير يمنع الشخص من التقدم، أو حتى الثبات على مستواه في المجالات المختلفة، ويجعله يتراجع مثل: التفكير أثناء أداء وظيفته وعمله، أو التفكير أثناء ممارسته للرياضة؟

سمعت أن التفكير في الشهوة الجنسية قد يتعب الشخص أحيانًا، أما الاستمناء في حد ذاته، فهو ليس ضارًا، فلو مارس الشخص الاستمناء، وكان ذلك كل شهر مرة واحدة فقط مثلاً، وكان الوقت الذي سيفكر في شهوته هو أثناء رغبته في فعل الاستمناء فقط، فذلك ليس بضار؛ لأنه لن يؤثر عليه، ولن يشغله عن أداء حياته!!!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك: الحمد لله أن ما تعاني منه هو مجرد أفكار، وأنك لم تنو أو تشرع في تنفيذها يومًا من الأيام.

ثانياً: وضع الله سبحانه وتعالي الغريزة الجنسية في الإنسان والحيوان من أجل التكاثر والتناسل، ولا يتحقق ذلك إلا إذا تم تزاوج الذكر بالأنثى، أما أي طريقة، أو وسيلة أخرى، فلا تؤدي إلى الغاية المرجوة.

وكما تعلم أن الشيطان يزين للإنسان كل ما هو محرم، فينشغل به البال والتفكير، ويظل على ذلك حتى يوقعه فيما هو محرم، وكما هو معلوم أن السلوك يبدأ بالفكرة، ثم يحدث تفاعل مع الفكرة، ثم يدفع إلى الفعل.

ومما لا شك فيه أن التفكير في الشهوة واستغراق الإنسان في ذلك التفكير يحدث نوعا من التأثير السلبي على عمل الإنسان وعلى إتقانه في إنجازاته المختلفة، والله سبحانه وتعالى يقول: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) فمن شغل بشيء أثر ولابد على غيره من الأشياء.

ولعل في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم-: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) لعل في الحديث شاهد وملمح لتأثير الشهوة على المسلم وعلى المطلوب منه عمله في الحياة وإنجازه لدنياه وأخراه، ولذلك أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى قطع مداخل التفكير بالشهوة بالتقليل من مهيجاتها، وسد ذلك الباب عنها، وعن التفكير بها؛ فمن ضعفت شهوته، قل تفكيره بها فتفرغ لما يراد منه من عمل وإنجاز للدنيا والآخرة.

ثالثاً: المهم هو أن تستعذ بالله من الشيطان الرجيم كلما جاءتك هذه الأفكار؛ حتى لا تعشعش في ذهنك، وتفسد عليك حياتك الدنيوية والأخروية، وأنت ما زلت في مرحلة الإعداد للمستقبل، ففكر في مستقبلك، ولا تشغل نفسك بهذه الأفكار في هذه المرحلة، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل، واشغل نفسك بالتخطيط للزواج، فهو الوسيلة الشرعية الوحيدة التي تؤدي إلى إشباع الغريزة، وفيه السكينة والمودة والرحمة، ولا تستسلم للتبريرات الواهية التي من شأنها أن توقعك في الحرام، فعلاقتك مع ربك أولى من نجاحك في عملك.

واظب على الصلاة في جماعة؛ لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتفكيرك في الزواج والتخطيط له من الآن بالطرق المشروعة هو الحل الناجع للتخلص من مثل هذه الأفكار.

وللوقاية من الوقوع في العادة السرية يمكنك إتباع الآتي:

1- كما تعلم أن الصوم يكسر الشهوة الجنسية، فإذا استطعت إلى ذلك سبيلا فافعل.

2- التفكير دومًا في أضرارها، ويا حبذا إذا دونت ذلك في مذكرة واطلعت عليها كل يوم.

3- لا تجلس لوحدك كثيراً، وحاول ملء الفراغ بما هو مثمر ومفيد.

5- إذا أتتك الرغبة لممارسة ذلك حاول تجاهل الأمر، وفكر في ممارسة نشاط آخر، وتذكر أن الله تعالي يراقبك ومطلع على ما تفعل.

6- ابتعد عن كل ما يهيج الرغبة الجنسية: (صور، أفلام، مناظر، قصص .... الخ).

7- أكثر من الدعاء، فالله قادر على أن يسهل لك أمر الزواج وليس ذلك عليه بعزيز.

وأخيراً نقول لك: تذكر دائماً من يستعفف يعفه الله من فضله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً