الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد فقد والدي وأخي تدهورت حالتي النفسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حالتي النفسية أرهقتني جداً، لقد تعبت من التفكير بالماضي، والمستقبل، وساوس كثيرة تشتت تفكيري، أسرح كثيراً وأخاف من الموت، لقد قلت عندي ساعات النوم.

عندما أجلس مع إخوتي وزميلاتي، وحينما أشعر بالسعادة معهن، يراودني الضيق بشكل مفاجئ، ويصيبني الصداع، والتوتر من الضحك العالي، والأصوات المرتفعة، لقد أصبحت عاشقة الهدوء، تدهورت حالتي وزادت سوءًا بعد فقدي لوالدي وأخي.

أحتاج منكم النصيحة، فأنا لا استطيع الذهاب إلى الطبيب النفسي، أنا بانتظار إجابتكم بفارغ الصبر، وأرجو ممن يقرأ رسالتي بالدعاء لي، ورزقكم الله الفردوس على خدمة إخوانكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لموتاك وموتانا، وموتى المسلمين جميعًا.

أيتها الفاضلة الكريمة، الذي تعانين منه هو قلق المخاوف، والخوف من المستقبل، والحسرة على الماضي، وهي أحد الإشكاليات الكبيرة التي تسيطر على الكثير من الناس، وفي هذه الحالة ننصح الناس بأن تفكر في حاضرها، وأن تعيشه بقوة، الماضي قد انتهى، والحاضر هو مستقبل الماضي، وماضي المستقبل، لذا يجب أن نعيشه بقوة.

أنت -الحمد لله تعالى -، في ريعان سن الشباب، لديك طاقات عظيمة، طاقات متقدة، خبرات جميلة، حتى وإن كانت مختبئة يجب أن تُخرج، وضعي الشعار القرآنين قول الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم}، ضعيه أمامك، واجعليه منهجك.

أفضل خطوة تبدئين بها، هي تنظيم وقتك، وحسن إدارته، والاستفادة منه، فلا تدعي مجالاً للفراغ، الواجبات أكثر من الأوقات، الشعور السلبي والتفكير السلبي يُغيَّرُ من خلال الأداء والإنجاز، أي نوع من الإنجاز، على مستوى المنزل، على مستوى التواصل الاجتماعي، الاطلاع، القراءة، العبادة، ممارسة الرياضة، هذا كله فيه خير كبير، وكبير وعظيم جدًّا بالنسبة لك، وأرى أن ذلك هو تغيير نمطي لحياتك بشكل طيب وجميل، خذي ما أقوله لك بجدية أيتها الفاضلة الكريمة.

وأنت الآن لا تعملين، قطعًا أكملت دراستك، فلماذا لا تذهبين وتنضمي إلى أحد المعاهد أو مراكز تحفيظ القرآن؛ من أجل المزيد من التطور، واكتساب المهارات، والعلم؟ هذا أيتها الفاضلة الكريمة، يعطيك شعورًا بالرضا عن نفسك - إن شاء الله تعالى -.

من الواضح أن حالة الضجر، والقلق، هي التي جعلتك قليلة التحمُّل، حتى للأصوات المرتفعة، هنا يجب أن تطبقي تمارين الاسترخاء، سوف تفييدك كثيرًا، راجعي الاستشارة بموقعنا، والتي تحت رقم (2136015)، وسوف تجدين فيها توجيهات بسيطة، وجميلة، ومفيدة جدًّا لمن يطبقها.

أنا أيضًا سوف أنصح لك بعلاج دوائي بسيط جدًّا، يساعدك - إن شاء الله تعالى - للتخلص من كل أعراضك النفسوجسدية، الدواء هو العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (فافرين)، ويسمى علميًا باسم (فلوفكسمين)، دواء بسيط وسليم جدًّا، يعالج القلق والتوترات، والمخاوف، والوساوس، الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، ابدئي بخمسين مليجرامًا، تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعليها مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجرامًا لمدة شهرين، ثم اجعليها خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أؤكد لك أنه سليم ومفيد وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً