الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتاب أمي تشنجات مؤذية منذ سنوات، فما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أمي تعاني من مرض تشنج مزمن منذ 14 عاما أو يزيد بسبب ضربة في الرأس، كان يأتي لها على فترات متباعدة، ما بين كل سنة أو سنتين، ثم قبل 9 سنوات أصبح يأتي بشكل شهري، وفي كل مرة يأتي لها 4 أو 6 مرات، ثم صاحب ذلك مرض القولون وبعده اكتئاب، وأصبحت تتناول أدوية منومة ومهدئة، ولكن شاء الله وانتقلنا بعيداً عن أقاربنا وأصبحنا لا نخرج كثيراً من المنزل، في خلال هذه الفترة طرأت تصرفات غريبة على أمي حيث أصبحت تعمل في أعمال تصليح في المنزل، مثل: تصليح صنبور وترميم الجدران، ووضع صمغ على بعض الأشياء دون الحاجة المُلحة لذلك، حتى أني وجدتها ذات مرة تلون الجدار بألوان مائية! وأصبح كل ما يتعطل شيء تقول: أستطيع إصلاحه. وكل الأمور التي تقوم بالعمل بها حتى وإن كانت غير معطلة بالأساس تعمل على تدميرها بدل إصلاحها، ثم تطلب منا إحضار عامل، وأصبحت كثيرة الطلب للسوق على غير عادتها، وإن لم تجد شيئا تفعله تقوم بتفكيك الأشياء الجديدة في المنزل مثل الطاولات وغيرها من الأشياء، وغالب هذه الأمور تقوم بفعلها وقت نومنا.

أتمنى أن تفيدوني في حالها، فالله وحده يعلم بضيقي لحالها وخوفي من تطور الأمر للأسوأ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فيفي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن التشنجات الصرعية الدماغية تكون مصحوبة في بعض الأحيان بتصرفات وسلوكيات تخرج من النطاق الطبيعي، خاصة إذا كانت إصابة المريض في منطقة بالدماغ تُسمى بالفص الصدغي أو في الفص الأمامي (الجبهي).

الإصابة الدماغية التي تعاني منها الفاضلة والدتك هي التي أدت إلى التشنجات الصرعية، وفي ذات الوقت قطعًا لها علاقة وثيقة بحالتها النفسية التي من أجلها تناولت الأدوية المهدئة والمنومة، ومرض القولون هو ثانوي بالنسبة لحالة الاكتئاب والقلق النفسي التي أصابتهاـ أتت الآن هذه التصرفات التي لا معنى لها، وإن كانت من الطابع الوسواسي.

أيتها الفاضلة الكريمة، أنا لا أُحبُّ أن أقسِّم المريض، المريض كتلة واحدة، لذا أريدك أن تتواصلي مع طبيب متميز في الطب النفسي ليقوم بتقييم حالة والدتك، ليُعطيها أدوية غير متضاربة، وهذا أمر مهم جدًّا، أي أن نوفِّق ما بين الأدوية التي توقف التشنجات الصرعية، وكذلك تعالج حالتها النفسية، وهذه الأدوية - الحمد لله تعالى – موجودة بكثرة، والآن من فضل الله ورحمته بنا أن الأدوية النفسية تطورت جدًّا.

يا أختِي الكريمة: التشخيص واضح، وقد أوضحته لك، بقي الآن أن تتخذي الخطوة العلاجية، ولا أعتقد أنه سيكون من الحكمة أن أصف لها أدوية، لأن حالتها لا تخلو من شيء من التعقيد، وإن كانت ليست صعبة، لكن الأفضل والأكثر رصانة هو أن يتم علاجها عن طريق الطبيب، ويمكن أن تعرضي له أفكاري التي طرحتها فيما يخصُّ التشخيص.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً