الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي الذي أحبه والعادة السرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً على هذا الموقع الرائع.

أنا فتاة مخطوبة، وقد تم عقد قراني - بفضل الله -، خطيبي شاب ملتزم دينياً، ويملك من الصفات ما تتمناه أي فتاة، وكم كنت سعيدة بارتباطي بشاب مثله.

منذ فترة قليلة اكتشفت بأنه يمارس العادة السرية القذرة، فكرت كثيراّ بفسخ الخطوبة، ولكنني تراجعت عن قراري مؤقتاً، قبل أن أبين له، فحينما نلتقي ونجلس مع بعضنا، لا تتعدى علاقتنا أكثر من لمسه ليدي فقط، ولكننا حينما نهاتف بعضنا، يكون جريئاً بشكل أكبر، بالحديث والمغازلات، كنت أشعر بأمر غريب، ولم أصارحه بذلك أبداً، وكنت أقول لنفسي بأن الأمر طبيعي، ولا يمكنني منعه من الكلام.

ولكنني عندما اكتشفت ممارسته للعادة السرية، أصبحت أتهرب من مقابلته، أو من الرد على مكالماته، مما سبب لي الكثير من المشاكل أمام أهلي وأهله، ولا يمكنني مصارحة أحدهم بهذه الأمر.

في الأسبوع الماضي صارحته بذلك، فلم ينكر، بل اعترف بذلك، وبعد أن تكلمت معه وأخبرته بأنها عادة ضارة ومحرمة، وفعلها غير صحيح، لم يتجاوب معي كما أتمنى، وقال لي: بأنه سوف يتركها بعد زواجنا، ولكنني لم أقتنع؛ لأن هذه العادة تزيد من الشهوة ولا تقللها.

أريد حلاً لمشكلتي، وأحتاج نصيحتكم ما الذي يجب فعله، هل أفسخ خطوبتي؟ أم أبقى معه، وأجبره على تركها؟ أنا في حيرة من أمري، ولا أعلم ماذا أفعل؟ علماً بأنني أحبه، ولا أستطيع العيش دونه.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، والتميز، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

هنيئاً لك بخطيبك، وهنيئاً له بك، وأرجو أن تكوني له عوناً على الخير، وأن يكون عوناً لك على المزيد من الطاعات والقربات، وهذا من أهم أهداف زواج الطيبين بالطيبات، وبالتعاون على البر، والتقوى، والدعاء، وفعل الخيرات، يصلح الناس ويرفعهم الله درجات، قال تعالى في كتابه: {وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين}.

ولا شك بأن ممارسة العادة السيئة مرفوض، وكم تمنينا لو أنه لم يذكرها لك، فما ينبغي المجاهرة بالمخالفات.

وحتى تستكملا السعادة واللذة الحلال، أرجو التعجيل بإكمال المراسيم، لتكوني له ويكون لك، والزوجة الناجحة تعين زوجها على الخروج من دائرة المخالفات، وهذا ما ننتظره من أمثالك من الطيبات.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونؤكد لك أن ما يفعله زوجك لا يرقى لدرجة التفكير في الخروج من حياة رجل دخل إلى قلبك، وهو كما قلت من النوع الذي تتمناه كل فتاة، ونتمنى أن تتوقفوا حتى تعلنوا الدخول، لأن الأمور قد تتطور، ولن تقف عند القبلات، ثم يتأخر الزفاف، ويترتب على ذلك القرب، وحصول الحمل، فيقع الحرج، أكرر، عجلوا بإكمال المراسيم.

سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار في التواصل مع الموقع، ونتشرف بإشراكنا في حل المشكلات التي تواجهكم، ونحن لكم في مقام الآباء، ونسعد بسعادتكم ونجاحاتكم.

وفقكم الله، وجمع بينكم على الخير، وبارك فيكم ولكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً