الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زملائي في العمل الذين يشيئون بي الظن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، لي زميل ملتزم في العمل، كان يراقب تصرفاتي منذ فترة مع المسئول المباشر لي، وكان يشك أننا على علاقة محرمة مع بعضنا، ويشهد الله أننا أبرياء من هذا البهتان، فأنا عفيفة طاهرة، وكذلك المسئول المباشر.

لا أنكر إعجابي بزميلي الملتزم، رغم أنه متزوج وأنا أكبره بثلاث سنوات، ويمكن أن يكون قد شعر بذلك الإعجاب، رغم أنني لم أصرح له به، وتصرفاتي معه طبيعية وبحدود الأدب، وكنت أبادره السلام، ولكنه أصبح لا يرد سلامي، وأصبح ينظر إلي هو وأصدقاؤه نظرة مزرية، وكأنني ساقطة -والعياذ بالله-.

انتقلت تلك النظرة السيئة إلى المسئول المباشر أيضاً فأصبح يتحاشاني، وإذا تناقشت معه يجيبني دون النظر لي، وكأنه سمع كلام ذلك الزميل الملتزم، أصبحت لا أطيق نظراتهم المزرية لي فأنا بريئة منها، وأريد أن تعود نظراتهم لي باحترام، فهل أطلب من المسئول المباشر أن يجمعني بذلك الزميل ونتصارح نحن الثلاثة، ويوضح له بعدم وجود أي علاقة مشبوهة بيننا؟ أم هل أقطع علاقتي تماما مع ذلك الزميل، ولا أذهب لمكتبه ولا أكلمه؟ أم أوكل زميلتي بالتعامل معه بدلاً عني؟

أرجو إفادتي بكيفية التعامل مع زملائي في العمل، وكيف أشغل نفسي عن التفكير عن سبب تأخر زواجي، فقد أصبحت تلك الفكرة تؤرقني كثيراً، أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياصفات حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، والحرص على البعد عن الرجال، والتعامل معهم عند الضرورة في حدود ما يقتضيه العمل، وإن وجد من يقوم بالتواصل نيابة عنك، فذلك أفضل وأقرب للكمال، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

من مصلحة المرأة البعد عن الرجال، بل إن الرجل يجري ويلهث وراء المرأة التي تهرب منه وتتأبى عليه، وترفض تقديم التنازلات، حتى لو كانت ضحكات أو مجاملات، وليس لأحد أن يسيء بك الظن، ومن فعل ذلك فإنه يعطيك من حسناته، أو يحمل من ذنوبك ويغدو مفلسا بين يدي الله، أما أنت فننصحك بالبعد عن مواطن التهم، وجعل العلاقة في حدود العمل، وبمقدار الضرورة، وعلى كل امرأة أن تتجنب الخضوع في القول، والاجتهاد في البعد عن أماكن الرجال، مع ضرورة الالتزام باللبس الساتر، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، ولكنه ضعيف وليس بضارهم إلا إذا قدر مالك الأكوان.

ولا تقابلي إساءتهم للظن بك بالإساءة، ولكن كوني مع الله ولا تبالي، واعلمي أن كل إناء بما فيه ينضح، وأن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، ونحن لا نؤيد مناقشة أحد، حتى لا تتوسع القضية، واعلمي أن كل من يسيء الظن سوف يفهم ويدرك خطأه عندما يحصل منك الانكماش، ويظهر عليك المزيد من الالتزام، وسوف يأتيك ما قدره لك صاحب الفضل والإنعام، فتوكلي على من لا يغفل ولا ينام.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يحفظك ويصونك، ويكفيك شر كل ذي شر، ويرزقك بزوج صالح يكرمك ويقدرك، سعدنا بتواصلك مع موقعك، ونطمع في الاستمرار حتى نتابع معك التطورات.

ونسأل الله أن يوفقك ويرفعك درجات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً