الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقوي علاقتي بشخص محترم وذي خلق وأكسب صداقته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحبتي في الله، جزانا الله وإياكم خيرًا، ووفقكم لصالح الأعمال دائمًا.

أريد أن أعرف كيف أتقرب من شخص ما أكثر؟ هو يسكن معي في نفس الشارع وهو ابن عم زوج أختي، وأكبر مني في السن بكثير، وأحبه كثيرًا، وأتمنى أن أتقرب إليه، ونصبح أصدقاء، لكني لا أراه إلا صدفة في الشارع أو عندما أمُر من أمام محله في الشارع المجاور، فألقي عليه السلام فقط، لا أكثر ولا أقل، فقد كان هناك بعض المشاكل بين عائلتي وعائلة نسيبي، ومنذ ذلك الحين انقطع الكلام بيننا نهائيًا حتي السلام انقطع، ولكني منذ أشهر تشجعت وبدأت الكلام معه علي الإيميل، وفتحت معه صفحة جديدة.

علمًا بأنه لم يكن بيني وبينه أي مشاكل من قبل، وبعدها أصبحنا نسلم على بعضنا البعض إذا رأى أحدنا الآخر صدفة، ولكني أريد التقرب منه أكثر، علمًا أيضًا بأني بعدما راسلته وبدأت معه الكلام أخبر نسيبي أن عقلي وتفكيري رائعان، وأنا أريد أن يكون هناك بيننا كلام أكثر، فهو يعتبرني مثل أي شخص يعرفه من بعيد لا أكثر، ولكني أدعو الله عز وجل أن يقربنا من بعضنا أكثر، وأن نصبح صديقين، ويُؤلّف بين قلوبنا، فهو شخص محترم جدًا، وعلى خُلق، وأريد أن نصبح صديقين، ولكن كيف؟ هل يجب أن أنتظر فكل شيء بأوانه وفي الوقت المناسب؟

أريد بعض النصائح والآراء، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الرغبة في التواصل والخير، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لا شك أن دور الشباب المتعلمين في الإصلاح كبير، وأنت تستحق الثناء على مبادرتك وكسرك للحواجز، ومن الظلم أن نخاصم أشخاصًا فقط؛ لأنهم أقرباء لمن خاصمناهم، والله سبحانه يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.

أما بالنسبة للوسائل التي تقربك من الأشخاص المتميزين فهي كما يلي:
1- الدعاء ثم الدعاء؛ لأن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها.

2- الثناء عليه عند أقربائه، وسوف يصله المدح فيرتاح، وهذا ما حصل معك.

3- السلام عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).

4- الاهتمام به وإظهار السرور عند مقابلته والإفساح له في المجلس.

5- مناداته بأحب الأسماء إليه.

6- الابتسامة في وجهه، واختيار الكلمات الطيبة عند مخاطبته.

7- إعلان المحبة له في الله كما علمنا رسولنا بأن نعلن عن مشاعرنا فنقول: "أحبك في الله" فيرد "أحبك الله الذي أحببتنا فيه".

8- التعاون على البر والطاعات.

9- إقامة الصداقة والعلاقة على التقوى والإيمان: {الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}، والصداقة الناجحة ما كانت لله، وفي الله، وبالله، وعلى مراد الله.

10- الصدق والإخلاص في التآخي، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع.

11- إحسان الظن به وبأهله وذكرهم بأحسن ما فيهم، وتجنب الغيبة والنميمة والانتباه للنمامين.

12- إدراك قيمة الإخوة في الله والتزاور في الله والتباذل في الله، قال العظيم في الحديث القدسي: (وجبت محبتي للمتزاورين فيّ).

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يديم بينكم معاني المحبة، وأن يؤلف بين القلوب ويغفر الذنوب.

لقد أسعدنا تواصلك، ونسعد بالتعرف عليك وعليه أكثر؛ حتى نعطيك مزيدًا من المفاتيح التي تعمق الإخوة والصداقة، وقد قال الفاروق رضي الله عنه: (ما أعطي الإنسان بعد الإيمان بالله أفضل من صديق حسن يذكره بالله إذا نسي ويعينه على طاعة الله إن ذكر).

وفقك الله وسدد خطاك وحفظك وتولاك، ونكرر لك التحية على هذه المشاعر، وهكذا كان السلف، حيث كان الإمام إذا علم عن إنسان خيراً أحب أن تكون بينه وبينه معرفة وصلة.

ونسأل الله أن يوفقنا جميعًا للخير، وحسن التواصل مع من حولنا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً