الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يعاني من أعراض نفسية غريبة وينكر مرضه، فكيف نعالجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

بداية أود أن أشكركم على موقعكم الرائع، وخصوصا على إجاباتكم المفصلة والمفيدة.

أنا متزوجة من شاب يبلغ من العمر 23 سنة، لم أعرف بمرضه إلا بعد مرور سنة من الزواج، حيث ظهرت لديه مجموعة من الأعراض بشكل مفاجئ.

أصبح يردد نفس الكلام، ويظن أن إخوتي يتأمرون عليه، وأن هناك كاميرات بالمنزل، ويظن أن كل الناس تقصده بتصرفاتها مما استدعى إيداعه بمستشفى للأمراض النفسية، لكنه أوقف العلاج مباشرة بعد خروجه لتتدهور حالته من جديد، فلا ينام إلا قليلا، ويمشي لمسافات طويلة، ويقول إنه يقرأ أفكار الناس، وأنه سيصبح شخصا مهما في المستقبل، وأصبحت لديه ضلالات دينية مخيفة، فمرة يصلي، ومرة يقول أنا يهودي لدرجة يدعي فيها أنه هو نبي الله عيسى.

فما تشخيص مرض زوجي؟ علما أنه كان مدمن حشيش لمدة طويلة؟ وكيف يمكن إقناعه بمتابعة العلاج خصوصا أنه ينكر مرضه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soumia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي يعاني منها زوجك تُوضع في خانة الاضطرابات الذهانية، والاضطرابات الذهانية يمكن أن يكون مرضًا في حدِّ ذاته، أو قد تكون ناتجة عن استعمال الحشيش لفترة طويلة، استعمال الحشيش لفترة طويلة يؤدِّي إلى اضطرابات ذهانية، ولا أدري إن كان زوجك توقف عن تعاطي الحشيش أم لا، ولذلك العلاج في كلتا الحالتين، علاج الاضطرابات الذهانية، وعلاج إدمان الحشيش إذا كان زوجك لا زال يتعاطى الحشيش.

عليك التعامل معه بالحسنى، وبالشرح له بأن الأمراض النفسية هذه الآن مثلها مثل الأمراض الجسدية، وليس هذا عيبًا، وليس قصورًا من الشخص إذا تعالج من أمراض نفسية، فهي مثلها مثل أي أمراض أخرى كالسكر وارتفاع ضغط الدم، وهذه الأمراض هي أمراض ولها أعراض معينة، وتستجيب للعلاجات، والآن معظم الناس الذين يُعانون من مشاكل نفسية يذهبون إلى الطبيب النفسي، بل في بعض البلدان الغربية الآن يذهبون لمقابلة الطبيب النفسي حتى للاستشارة في شؤون الحياة المختلفة، ويمكنك الاستعانة بأحد أهله وأقاربه، وذلك يكون أجدى وأفضل، ولكن يجب أن يستبصر من قِبلكم ومن أحد يثق به وقريبًا منه، ويجب شرح ذلك له، وأحيانًا قد يكون هناك نوع من الضغط عليه؛ لأنه لا بد لما يُعانيه من أسبابٍ ودواعٍ أدَّت إلى ذلك، ولا بد من معرفة هذه الأسباب ومعالجتها وعدم إهمالها، لأنها قد تتفاقم وقد تزيد.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً