الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاعري لا تتفاعل بالشكل الصحيح مع ما يحدث، هل هذه وسوسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب عندي بعض الأخطاء، لكني لست بالشخص السيء، ولله الحمد.

باختصار أنا أعاني من عدم الاستمتاع بالحياة منذ فترة طويلة 4 سنوات تقريبا، لا أدري ما السبب؟ كل هواياتي والأشياء التي كنت أحبها لم أعد أستمتع بها فتركتها.

حتى حياتي ككل أصبحت بلا طعم، لا أطمح للمستقبل مثلما كنت في الماضي، لا أعاني من مشاكل كثيرة بالعكس لدي إنجازات، لكن مع ذلك لا أشعر بها، أيضا أشعر وكأن هناك فراغا في صدري ينقصه ما يملؤه.

أيضا أشعر بأن مشاعري لا تتفاعل بالشكل الصحيح مع ما يحدث، أحيانا أكون في موقف مفرح، ولكني أشعر بالحزن، وأحيانا أضحك في مواقف حزينة!

حاولت كثيرا أن أقنع نفسي بأن هذه مجرد وسوسة وأني مخطئ لكن لا فائدة، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

لا أعتقد أن هذه وسوسة، وإنما نوع من اضطراب العاطفة وتقلب المزاج، والذي يشبه ولحد كبير أعراض الاكتئاب النفسي، وخاصة ما ذكرت من فقدان المتعة والرغبة بما كنت تحب في الماضي، والنظرة السوداوية مع شيء من التشاؤم من المستقبل.

وعادة نبحث أيضا عن اضطراب النوم، وخاصة قلة النوم والاستيقاظ المبكر، وضعف الشهية للطعام ونقصان الوزن، وفقدان المتعة بما كنت تستمع به، فهذه كلها أعراض للاكتئاب السريري، والذي يحتاج عادة للعلاج.

وللاكتئاب علاقة ببعض أحداث الحياة التي تمرّ بنا، وخاصة الأحداث المؤلمة.

وإذا طالت المعاناة لعدة أسابيع، فأرجو أن لا تتردد في مراجعة طبيب؛ ليقوم بالتشخيص الدقيق، وتقديم العلاج المناسب، فعلاج الاكتئاب أصبح أمرا ميسورا في معظم الحالات، وهناك العديد من مضادات الاكتئاب.

وقد يتأخر المريض أو يتردد بمراجعة الطبيب إما بسبب شدة الاكتئاب وبحيث لا يجد من نفسه الرغبة في العلاج والشفاء، وهنا يجب أن تتدخل الأسرة، وتوفر له مراجعة الطبيب في أقرب فرصة، والسبب الثاني ربما له علاقة بالوصمة الاجتماعية، والخجل الاجتماعي من موضوع المرض النفسي، وإن كان هذا الأمر قد تحسن كثيرا في السنوات القليلة الماضية.

وممارسة الرياضة أمر طيب، فالرياضة تعتبر من مضادات الاكتئاب، فلعل في ممارستها تكون بديلا عن الأدوية، وخاصة إذا لم تتواجد عندك معظم هذه الأعراض السابقة الذكر.

ولا شك أن الصلاة وتلاوة القرآن والدعاء أيضا مما يعين الإنسان على تجاوز بعض صعوبات الحياة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا youb

    انا عندي نفس المرض الذي تعاني منه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً