الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أعراض كثيرة نفسية وجسدية أرهقتني وأنهكتني.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 29 سنة، أعاني منذ أكثر من عشر سنوات من ألم في الصدر ناحية القلب، ليس شديدا، ولكنه مزعج جدا كان يأتيني لعدة أيام، ثم يختفي، ولكن منذ 3 سنوات أصبح هذا الألم مستمرا لا يفارقني من الأمام والخلف أيضا، ويمتد للأسفل ناحية القولون، مع قوة في النبض، وأحيانا سرعة فيه، أحس معه أني سأموت.

ظهرت عندي أعراض كثيرة أخرى: دوخة وكأن الدم لا يصل إلى الرأس، وكأني سأسقط مغميا عليّ، وكأني في عالم آخر، الشعور وكأنّ بصري غير طبيعي، ضغط في الرأس وكأنه سينفجر، تعب شديد وإرهاق كأني أكاد أُشلّ وخدر في الأطراف اليسرى، غثيان، شعور بالنبض بشكل دائم في الكف الأيسر، ألم اليد اليسرى، ألم شديد في الرقبة عند الفقرات، شد وسخونة مع تورم خفيف، وأحيانا تنميل في الوجه الناحية اليسرى مع ألم النصف الأيسر من الرأس، دوخة وطنين عندما أحرك عيني، ألم في المعدة.

هذه الأعراض أنهكتني حتى أني غبت عن عملي شهرين في فترة من الفترات، أجريت صورة مقطعية للرأس وإيكو وتخطيطا للقلب، وأشعة إكس للصدر، وتحاليل دم، وكان كل شيء سليم، فقط ظهر عندي ضغط دم مرتفع قليلا، أتناول له دواء، تناولت أدوية سيروكسات ثم سيبرالكس، مع دوجماتيل مدة طويلة تحت إشراف طبي، ولم يتغير عندي شيء أبدًا.

عذرا على الإطالة ولكن هذه الأعراض أرهقتني، لا تفارقني فقط تخف أحيانا، وتقوى أحيانا أخرى، حتى أني أحس كل يوم وكأن أجلي قد حان.

أعمل مدرسا، وأتعب كثيرا حتى من مجرد الكلام، وفي نهاية الدوام أشعر كأني سأسقط أرضا، زرت الكثير من الأطباء، ولا أدري ماذا أفعل؟ دائما أجد نفسي أبكي فقط.

شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طريقة وصفك للآلام التي تعاني منها في معظم أنحاء جسدك وشملها لمعظم أعضاء جسمك ووجود أعراض نفسية واضحة - مثل الإحساس بأنك ستموت أو ستسقط أو البكاء – أعراض نفسية واضحة، والأعراض الجسدية وطريقة توزيعها في جسمك لا تُماثل أي اضطراب عضوي، فإذًا ما تعاني منه – يا أخي الكريم – هو اضطراب نفسي واضح، وأُولى خطوات العلاج أن تتوقف عن زيارة أطباء الباطنية وعمل فحوصات متكررة؛ لأن هذا يؤدي إلى تدعيم الخوف من وجود مرض عضوي.

وطبعًا حسنًا فعلتَ بذهابك إلى طبيب نفسي، ولكنّك لم تستجب للأدوية، وهذا معروف في الأمراض النفسية التي يكون معظم شكوى المريض شكوى بدنية جسدية، ما يُعرف بالأمراض النفسوجسدية، استجابتها للأدوية قليل، وتستجيب أكثر للعلاج النفسي، فعليك بالتواصل مع معالج نفسي لعمل جلساتٍ متكررة ومتعددة، فهنا تكون الاستجابة أحسن من الأدوية، والدواء الذي قد تكون منه فائدة هو الـ (سيرترالين) وهو من مجموعة الـ (SSRIS).

أنت جرَّبت الزيروكسات والسبرالكس والدوجماتيل، جرِّب السيرترالين خمسين مليجرامًا، نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة ليلاً، واستمر عليها مع علاج نفسي، مهم جدًّا مكوّن العلاج النفسي في الاضطراب الذي تعاني منه، بل هو العلاج الأصل والأساس، بعد ذلك العلاج الدوائي – كما ذكرت – يعتبر داعمًا للعلاج النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً