الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صداع وخوف وتوتر وكآبة خصوصاً عند مجيء الدورة

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 20 سنة، بدأت حالتي من شهرين بألم خفيف بالرأس قبل أسبوع من الدورة الشهرية، وعند مجيء الدورة وتحديداً اليوم الثاني والثالث من الدورة بدأت أشعر بكآبة شديدة وخوف وتوتر، وألم وصداع ودوار، وغصة في الحلق (خنقة في الحلق) واستفراغ.

استمرت أسبوعاً، ومن ثم تحسنت قليلاً، ثم عادت الحالة ذاتها في الدورة الشهرية الثانية، واستمرت لمدة أكبر، علماً أنه كان عندي امتحانات جامعية صعبة، مما زاد الحالة صعوبة، وعندما بدأت الإجازة الفصلية تحسنت جداً، وزالت كل هذه الأعراض والحمد لله، ولكن عندما جاءت الدورة الشهرية للمرة الثالثة عادت الحالة من جديد، (صداع، اضطرابات نوم، غصة في الحلق، استفراغ وغثيان، توتر وقلق ومزاج سيء للغاية، بكاء، قلة تركيز، كآبة).

علماً أني من شدة الخوف كنت أذهب بشكل يومي للأطباء، فكانت حالتي النفسية سيئة جداً، وكنت خائفة أني أعاني من مرض وعملت فحوصات الدم والحديد وفيتامين (د) كانت جميعها سليمة باستثناء نقص شديد بفيتامين (د) ونقص في مستوى مخزون الحديد، وعملت صورة رنين مغناطيسي للرأس، وكانت سلمية، والحمد لله.

علماً أني كنت أعاني من آلام الدورة الشهرية منذ سن المراهقة، في أول يومين فقط، ألم شديد في البطن، وآلام المفاصل، ولا أستطيع الوقوف حتى أتناول المسكنات، ولكن من آخر 3 دورات شهرية بدأت هذه الحالة معي.

أصبحت أشعر باليأس والخوف والقلق والكآبة والبكاء، لقد تعبت وأتعبت من حولي، التفكير الكثير والمستمر والخوف يسيطر على حياتي، العصبية الزائدة والتوتر وقلة التركيز والوسواس يزعجاني بشدة.

هل هذه الحالة هي كآبة ما بعد الدورة الشهرية؟ وهل تستلزم العلاج؟ فهذه الحالة تبدأ باليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية، وتستمر لمدة أسبوع أو أكثر، يعتمد على التوتر الذي أعيشه.

الرجاء المساعدة، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تعانين منه- يا ابنتي - لا يسمى بالاكتئاب، لأن الاكتئاب بالتعريف هو حالة مرضية مستمرة طوال الوقت، أي لا علاقة لها بنزول الدورة، وما تعانين منه يسمى بـ (متلازمة ما قبل الطمث) وهذه المتلازمة قد تحدث قبل أو خلال نزول الدورة، تحتوي على أكثر من 150 عرضاً، يمكن أن تحدث قبل نزول الطمث، من ضمنها ( الشعور بالحزن، العصبية، التوتر، الغضب، سرعة الانفعال، الصداع، انتفاخ الثدي، انتفاخ البطن، آلام البطن، آلام المفاصل، واضطرابات النوم، وغير ذلك)، وقد يحدث منها عرض واحد فقط أو قد تجتمع عدة أعراض معاً، وبالنسبة لك فالأعراض المسيطرة هي الحزن والتوتر.

سبب هذه المتلازمة هو حدوث تغير في مستوى بعض الهرمونات المبيضية، ارتفاعاً أو انخفاضاً، وذلك في الفترة التي تسبق الدورة.

بالنسبة لك مثلاً، أن الشعور بالغضب والاكتئاب الذي يسبق الدورة سببه هو حدوث نقص في هرمون يسمى هرمون ( الاستروجين )، وبسبب هذا النقص تزداد سرعة استقلاب بعض النواقل العصبية المسؤولة عن المزاج في الدماغ؛ مما يؤدي إلى نقص مستوى هذه النواقل العصبية بين خلايا الدماغ، فتحدث هذه الأعراض، لكن هذا النقص يكون بشكل مؤقت وعابر، أي يزول بمجرد نزول الدورة وبدء ارتفاع هرمون الاستروجين في الدم ثانية.

للتخفيف من الأعراض أنصحك بما يلي:
- تعلم كيفية عمل تمارين الاسترخاء وممارستها في الفترة التي تسبق الدورة.
- ممارسة الرياضة بشكل يومي، واختاري منها ما تحبينه، مما لا يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف، ولا تقاليد مجتمعنا المحافظ.
-تناول الأطعمة الصحية، مثل الخضار والفاكهة والبروتينات، مع التقليل أو الابتعاد عن السكريات البسيطة والدهون، وتفادي الأطعمة المعلبة، والتي تحتوي على ملونات ومنكهات.

- تقليل كل ما يحتوي على مادة الكافئيين، مثل: الشاي، القهوة، المشروبات الغازية، الشكولاتة وغير ذلك، وتقليل تناول الملح، وخاصة قبل موعد الدورة بأسبوع.

- تناول حبوب الكالسيوم ca بجرعة 1200 ملغ يومياً، والمغنيزيوم mg بجرعة 100 ملغ يومياً، وفيتامين ب6 B6 بجرعة 50 ملغ مرتين في اليوم.

-يمكنك تجربة تناول بعض الحبوب المكونة من نباتات طبيعية، واختيار ما تشعرين أنك قد تحسنت عليه، وهذه الحبوب تصنع من قبل شركات كثيرة منها: حبوب تسمى سانت وورت جونز st. johns wort بجرعة 300، ثلاث مرات في اليوم بشكل متواصل، وأنصحك بتجربة هذه الحبوب كخيار أولي، فإن لم تفدك فيمكنك الانتقال إلى الخيارات التالية.

-حبوب بلاك كوهوش black cohosh عيار 40 ملغ مرتين في اليوم بشكل متواصل، حبوب تسمى كافا kava عيار 60 ملغ، من فترة التبويض إلى نزول الدورة، حبوب جينكو ginkgo عيار 80 ملغ أيضاً منذ فترة التبويض إلى نزول الدورة.

إذا لم يحدث أي تحسن على كل ما سبق وكانت الأعراض عندك تؤثر سلباً على مسار حياتك وعلى علاقتك بالمحيطين بك، فقد يكون من الضروري البدء بتناول علاج دوائي، مثل حبوب (بروزاك أو استالوبرام)، لكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيبة المختصة، لتحديد الجرعة المناسبة لك وللبدء بها بشكل متدرج.

أسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً