الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والإحباط وضعف التركيز والتبول في المنام

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البداية هي النسيان الشديد، في الأول نسيان للأشخاص، ثم تطور حتى أصبح هناك من يسلمون علي وأتذكرهم، فشلي في حفظ القرآن، والعديد من الأشياء الأخرى: تأخري الدراسي، مازلت في كليتي النظرية إلى الآن.
على الرغم من أني لم أكن كذلك في صغري، وكنت أتذكر وأحفظ أبيات الشعر بسهولة، وأي شيء أقرأه لا أنساه، ولكن الآن لا أعرف.

والثاني نومي في امتحانات الفصل الدراسي الثاني، وأعرف لماذا يبدأ الأمر، أدخل لجنة الامتحان وأمسك القلم ثم الورقة ثم أكتب اسمي وبياناتي، ثم أحلام عميقة حتى موعد تسليم ورقة الإجابة، جربت القهوة مع أني لا أحبها، وفيتامين ومقوي (أركاليون2000)، ولكن نفس ما يحدث حدث لي!

وقد تبلد لدي الشعور بالامتحانات حتى لو ظهرت النتيجة، فقد لا أكلف نفسي النظر إليها، وقد أهملها فترة ثم أراها! نعم أنا لا أحب الكلية التي أنا فيها، إنها لا تمثل إضافة لمعلوماتي، أنا أحب التاريخ وكليتي هي التجارة، زملائي يقولون لي احفظ المواد هكذا، وأقول لهم هكذا؟ لازم أفهم، يقولون: ليست مشكلة، المهم أن تكتب في الورقة، كنت في الثانوية أفتح كتاب التاريخ، فكانت تفيض عيني إذا انتصرنا، وأختنق وأبكي إذا هزمنا، كنت أتحدث مع التاريخ، كنت في الدراسة الاستراتجية والعسكرية أحفظها من شدة حبي، وترتسم في ذهني صور الصفحات بالخرائط، وأتذكر أين تقع الكلمة وفي أي صفحة.

لا أعرف ماذا دهاني؟ أصبحت ذاكرتي لا تقدر حتى على حفظ ما كنت أحب، فقدت حبي للقراءة مع أني أحب القراءة بشدة؟ وأخيراً أصبت أعزكم الله بالتبول أثناء النوم، ليس كل الكمية ولكن كمية ليست بالقليلة، الموضوع تكرر علي فترات ليست بالبعيدة، أشدها أني كنت في معتكف في الحرم وأصابني ذلك، لا أدري لو كنت تناولت كمية من السوائل كبيرة كنت قلت هذا السبب، ولكن كنت في رمضان؟ لا أدري! أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: لابد أن نسعى للتفريق بين شيئين، هل أنت مصاب بعلة عضوية، أم بحالةٍ نفسية؟ ونحن نرجح أن هذه حالة نفسية، تتمثل في الإحباط وضعف الإرادة، وقلة الدافعية، وعدم تحديد الهدف.

أما الناحية العضوية، فهنالك حالة من النوم الذي يصعب مقاومته، وتُعرف باسم (Narcolepsy)، وهذه الحالة يمكن إثباتها أو نفيها عن طريق إجراء تخطيطٍ للدماغ.

ثانياً: أما كونك قد تبولت بدون شعور أو تحكم، وأنك تُصاب أيضاً بهذه النوبات النومية، فلابد أيضاً أن نتأكد من عدم وجود نشاط كهربائي زائد في الدماغ، أو ما يسميه البعض الصرع، وأرجو أن لا تنزعج لذلك، فهذه احتمالات ضعيفة، ولكن رأينا من قبيل الواجب والأمانة أن نذكرها لك، وفي كلتا الحالتين يُعتبر إجراء تخطيط للمخ هو الفيصل في التشخيص إلى درجةٍ كبيرة، وعليه لا بأس أن تسعى لمقابلة طبيب متخصص في الأعصاب للقيام بإجراء تخطيط للمخ، أو أي فحوصاتٍ أخرى يراها.

أما الجانب النفسي، والذي هو موجود قطعاً في حالتك، فهذا يُعالج أولاً بتنظيم وقتك، خاصةً وقت النوم، وإجراء التمارين الرياضية.

وأما ضعف التركيز، فربما يكون مرده إلى القلق، والقلق أيضاً يتحسن بممارسة الرياضة، إضافة إليها إجراء تمارين الاسترخاء، وسنصف لك أيضاً دواء يُفيد في القلق والإحباط وتحسين الدافعية، وهذا الدواء يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تأخذه بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر.

أما فيما يخص حفظ القرآن، أو المقدرة على تحسين الحفظ، فقد أفاد المشايخ جزاهم الله خيراً بالطرق المثلى لحفظ القرآن، ومنها التدبر، والتفرغ الذهني الكامل، والمواظبة حتى وإن كان على القليل (يمكن أن ترجع إلى بعض المراجع في هذا الخصوص).

أخي، قطعاً تُعتبر الرغبة في نوعية الدراسة شيءٌ أساسي، وأنصحك أن تدرس أو تتخصص في الشيء الذي تحبه وترغب فيه، وستوفّق بإذن الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً