الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفكيري الدائم بالموت سبب لي الوسواس وأعراضا أخرى.

السؤال

السلام عليكم.

بدأت حالتي قبل شهرين عندما علمت أن صديقي قتل، وقد رأيت فيديو له ‏وهو يقتل، وقد هزني هذا الخبر بشدة وأثر في نفسيتي تأثيرا كبيرا، ‏أصبحت أشعر بأنني سأموت، وأحس بخوف شديد، وزيادة في ضربات القلب، وبرودة الأطراف، وحالات هلع متكررة، ولكن ‏متفاوتة الشدة، وأصبحت تأتيني وساوس عن الموت والحياة الآخرة، وأسئلة غير جميلة في الدين وهذا تقريبا أكثر ما أتعبني وأحس بأني سأموت كافرا وهذا ما يرعبني عن الموت، وأصبحت أنظر بشفقة لأمي وأبي إنهم سيفقدون ابنهم الوحيد، وتأتيني حالات اكتئاب أيضا متفاوتة الشدة.

الخلاصة: شاب عمره 17 سنة، فقد صديقه بطريقة وحشية أثرت في نفسيته بشدة، والأعراض: ضيق في التنفس والصدر، آلام في الصدر والمعدة، نوبات هلع، وتفكير الدائم بالموت، والشعور بأنه سيموت، ووساوس دينية متعلقة بالحياة الآخرة، مع العلم أنه لا يستطيع الذهاب لطبيب نفسي.

وشكرا جزيلا مقدما، ونسأل الله الشفاء لي ولجميع مرضى المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: أنت لديك استشارة سابقة رقمها 2405270 تحدثت عن وساوس الخوف من الموت والقلق والتوتر، وها أنت الآن تتحدث عن حالة أصابتك بعد مقتل صديقك هذا الذي نسأل الله له الرحمة والمغفرة.

الذي تعاني منه هو درجة عالية من قلق المخاوف، وبعد ذلك أتتْ معه وساوس، إحساسك أنك ستموتُ كافرًا هذا لن يحدث أبدًا إن شاء الله، إنما هي وسوسة.

فإذًا التشخيص النهائي لحالتك هو قلق المخاوف الوسواسي الظرفي؛ لأنه مرتبط بظرفٍ مُعيَّن، أي أن هناك سبب أدَّى إلى ظهور هذه الأعراض، وفي هذه الحالة هو مقتل هذا الشاب الذي تحدَّثت عنه عليه رحمة الله.

والذي يظهر لي أنه في الأصل لديك استعداد وقابلية، بمعنى أنك مُهيأ من الناحية التكوينية لأعراض القلق والمخاوف.

لا شك أن الحدث حدث كبير جدًّا من الناحية النفسية، ويؤثِّر على النفس، ولكن بشيء من الرويّة والاستغفار والتثبُّت يستطيع الإنسان أن يتعايش مع مثل هذه الأحداث، عليك أن تسأل الله لصديقك الرحمة والمغفرة، وأن تُدرك أن الحياة مستمرّة، وأنك يجب أن تعيش حياتك بقوة وإيجابية، ويجب أن تكون لك أهداف، وتحقق هذه الأهداف.

حسن إدارة الوقت في أثناء اليوم من مفاتيح النجاح الكبيرة، ومن الآليات التي تصرف الانتباه عن الفراغ وما هو سلبي، فضع لنفسك برامج يوميّة تُدير من خلالها وقتك، اجتهد في دراستك، أدِّي صلواتك في وقتها، ابحث دائمًا عن برّ والديك، تواصل مع أصدقائك، ورفِّه عن نفسك بما هو طيب وجميل.

الرياضة مهمَّة جدًّا، وكذلك تمارين التنفس الاسترخائية، هذه تُزيل هذه الانقباضات النفسية وما يتبعها من خوفٍ وتسارع في ضربات القلب وشعورٍ بالبرودة في الأطراف، كل هذه الأعراض أعراض نفسوجسدية، تزول من خلال هذه الآليات النفسية العلاجية السلوكية الاجتماعية الإسلامية التي تحدثنا عنها.

أيُّ وساوس دينية يجب أن تُحقِّرها ولا تلتفت إليها، ولا تُناقشها، لأن تحليل الوساوس أو نقاشها والاسترسال في ذلك يجعلها تكون أكثر استحواذًا.

أيها الفاضل الكريم: هنالك دواء مفيد جدًّا، لكن نسبةً لعمرك يجب أن يكون إعطاء الدواء تحت إشراف طبي، ذكرتَ أنك لا تستطيع أن تذهب إلى الطبيب النفسي، يمكن أن تذهب حتى لمرة واحدة، أو إذا لم تستطع اذهب إلى لطبيب الأسرة، فكثير من أطباء الأسرة مدرَّبين جيدًا في هذه الحالات النفسية البسيطة، وتحتاجُ لدواء بسيط مثل الـ (سبرالكس) أو الـ (زولفت) لفترة قصيرة.

تحدَّث مع والديك حول هذا الموضوع، وخذ باستشارتهم.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً