الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صعوبة النوم، أرجو المساعدة.

السؤال

السلام عليكم

في شهر رمضان تغير نظام نومي، فصرت أسهر في الليل وأنام في النهار، ولكنني قررت العودة لنظام النوم السابق العادي، ولكن واجهتني مشكلة الأرق لعدة أيام متواصلة، وفشلت في إعادة نومي كما كان في السابق.

المشكلة ليست في أنه لا يأتيني نعاس أو ما شابه بل العكس، ولكن ما حصل معي هو أنه في أول الأيام كنت لا أشعر فعلا بنعاس، وكان أرقا طبيعيا، ولكن بعد عدة أيام صرت حينما أصل لمرحلة ما قبل النوم بقليل جدا، أي في مرحلة اللاوعي تقريبا، تأتيني أفكار وتخبرني: "لا تستطيعين النوم بسبب الأرق، لذا لا تحاولي أكثر"، فأقوم بالاستيقاظ وهكذا بشكل متكرر، مع أنني في قمة النعاس والتعب والإرهاق، ولكن لا يمكنني النوم.

هذه الأفكار تزعجني جدا، بالرغم من النعاس الشديد، فصرت أنام أربع إلى خمس ساعات فقط في اليوم، فما الحل، وكيف أتخلص من هذه الأفكار وأنام بشكل جيد دون أرق؟ علما بأنه في كل مرة يتغير نظام نومي يحصل معي الأمر ذاته، ولكنني أتخطى الموضوع بعد عدة أيام.

هذه المرة بحثت عن الموضوع قليلا فاكتشفت أن هنالك وسواسا قهريا يدعى بوسواس الخوف من عدم النوم، وأنا أعاني من وسواس ديني، وحينما عرفت أنه من الممكن أن يكون وسواسا قهريا الذي أمر به انتابني قلق شديد، وأنه ليس بإمكاني إعادة نومي مثل السابق، ولن أستطيع أن أتخطى المشكلة، وصرت لا أنام لأنني أفكر أن هذا وسواسا قهريا، وأنه مشكلة فعلا.

أخاف أن يستمر معي هذا الأمر أكثر من شهر؛ لأنني بعد شهر لدي امتحانات مهمة جدا تحدد مصيري، فما الحل، وهل هذا الأمر طبيعي بسبب عدم انتظام نومي، وخوف طبيعي أم أنه فعلا وسواس قهري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحيق حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه المشكلة لا تعانين منها وحدك، معظم الناس في رمضان وبالذات في عالمنا العربي يسهرون الليل وينامون النهار، وطبعًا هذا شيء غير صحي؛ لأن نوم النهار ليس كنوم الليل، لا يُعطي للجسم الراحة المطلوبة، وعندما ينقضي شهر رمضان ويحاولون الرجوع إلى نوم الليل تكون هناك مشكلة، وهذا شيء طبيعي. هذه المشكلة تأخذ فترة أو كم يومًا وتذهب، وأنت تعانين من هذا الشيء.

قد تكون عندك وساوس في أشياء أخرى، ولكن قطعًا ما يحصل معك الآن ليس هو وسواس قهري من النوع المرضي، ولكن هناك أفكار وسواسية صارت تأتي إليك وتؤثّر على عودة النوم الطبيعية، ولكن ثقي أن هذا شيء مؤقت وإن شاء الله يختفي.

عليك باتباع هذه الأمور:

لا تنامي في النهار، لكي ينظم نوم الليل، مهما حصل لا تنامي في النهار، وحاولي أن تشغلي نفسك بالنهار بأي شكل من الأشكال.

قد يستمر هذا الشيء كم يومًا في الليل، لا يأتي النوم في الليل، ولكن أيضًا لا تعوضيه في النهار في اليوم التالي، لأنك إذا نمت بالنهار فسيحصل الأرق بالليل وسيأتي التفكير، وهكذا تدورين في حلقة مفرغة، فعليك أولاً بعدم النوم في النهار.

أيضًا في الليل تجنبي تناول المنبهات، وأطفئي النور ليلاً، وحاولي ألَّا تحملي معك أي تفكير، وحاولي عملية استرخاء قبل النوم، استرخاء بسيط، عن طريق مثلاً الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء بالتنفُّس، ثم أطفئي الأنوار في الغرفة، ولتكن درجة الحرارة معقولة ليست بباردة وليست حارَّة لدرجة الانزعاج، وبعد كم يوم إن شاء الله سوف ينتظم النوم.

لا أرى أنك تحتاجين إلى أدوية، فقط تصبري -كما ذكرت لك- وقد تستغرق وقتا أطول، ولكن حتمًا في النهاية إن شاء الله سينتظم نومك، وأنت ما زلت صغيرة في السن، وهذه الأفكار هي التي تسبب لك هذه المشكلة، ولكن إن شاء الله سوف يتم التغلب عليها باتباعك للإرشادات التي ذكرتُها لك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً