الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم التوفيق في أبسط الأمور، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

الإخوة الأفاضل.

أبلغ من العمر ٢٨ عاما، أعاني من عدم توفيق دائم في أبسط الأمور، وعدم التوفيق يلازمني منذ فترة سنتين على الأقل، فقد كنت موفقا ومحظوظا جدا، لكني الآن أكثر ما أعانيه من عدم التوفيق.

أنا ملتزم في كل النواحي إلا الصلاة في بعض الأحيان، فإنها تكون متقطعة، والمشكلة الأكبر أني أمارس العادة السرية منذ العام ٢٠١٠ حتى الآن، وهذه العادة أتعبتني تعبا شديدا، كلما تبت منها أضعف وأعود إليها، فبماذا تنصحونني حتى أتدارك نفسي؟

أرجو منكم الرد في أقرب وقت.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ص.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله تعالى:

فإن التوفيق بيد الله تعالى، وما على العبد إلا أن يعمل بالأسباب التي تجعله موفقا ويبتعد عن الأسباب التي تحرم العبد من ذلك، ومن أهم الأسباب التي تجعل العبد موفقا سعيدا أن يجتهد العبد في تقوية إيمانه من خلال كثرة العمل الصالح؛ فقوة الإيمان والعمل الصالح من أسباب تحقق الحياة السعيدة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

من الأسباب كذلك الابتعاد عن الذنوب بجميع أنواعها؛ لأن الذنوب تحرم العبد من الرزق، كما ورد في الحديث: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) فانظر كيف ربط بين الذنوب وبين عدم التوفيق.

من الأسباب التي تجلب التوفيق والسعادة الابتعاد عن رفقاء السوء؛ فإن رفقاء السوء لا يدلون إلا على المنكرات، وهي من أسباب عدم توفيق الله للعبد.

المحافظة على الصلاة مفتاح لكل خير، وتركها أو تقطع أدائها من الأسباب التي تجعل العبد غير موفق، فعليك إن أردت أن يوفقك الله أن تؤدي الصلاة وتحافظ عليها في أوقاتها.

العادة السرية إضافة إلى كونها محرمة فلها تأثيرات أخرى على صحتك في الحال والمآل، إضافة إلى كونها ذنب يعاقب عليه العبد في حياته، فأوصيك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا من هذا الذنب إن أردت أن يوفقك الله تعالى، ومن شروط التوبة النصوح أن يقلع العبد عن الذنب، وأن يندم على ما فعل ويعزم على ألا يعود مرة أخرى، فإن ضعفت نفسه فعاد فليبادر بالتوبة مرة أخرى.

أكثر من التضرع بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل ربك أن يرزقك الاستقامة والثبات على دينه، وأن يوفقك في جميع أمورك، وأكثر من دعاء: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك).

أكثر من دعاء دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

اقترب من والديك وبر بهما، واطلب منهما الدعاء؛ فإن دعاء الوالد مستجاب في ولده كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام.

الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً