الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع الحديث مع الناس وأعاني من فرط التعرق.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيراً.

أنا شاب عمري ٣٦ سنة، أعمل طبيب جراحة عظمية، آخذ منذ عدة سنوات فينلافاكسين ١٥٠ ملغ حبة صباحا مع ميرتازابين ٣٠ ملغ مساء، وحديثا لكسوتان ١.٥ ملغ حبة صباحا، وحبة مساء لا أستطيع الحديث مع الناس والعمل والنوم مساء، أعاني من مشكلة فرط التعرق.

أرجو الإفادة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Maher حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنت لديك مشاركات سابقة أجبنا عليها.

أخي الكريم: أنا لا أريدك حقيقة – كما ذكرتُ لك سلفًا – أن تعتمد فقط على العلاج الدوائي، لا بد أن تكون لديك إرادة التغيُّر، كإرادة قوية، إرادة مهمَّة، والإنسان هو عبارة عن مشاعر وأفكار وأفعال، فأنت من خلال الأفعال ومن خلال الإنجاز ومن خلال التفكير الإيجابي أعتقد أنك تستطيع أن تتغيّر كثيرًا.

اجعل – أخي الكريم – الرياضة جزءا من حياتك، كن مبدعًا في مهنتك، اسع دائمًا لمساعدة الناس من خلال هذه المهنة النبيلة، وعلى النطاق الأسري، الإيجابية مطلوبة جدًّا، أنا متأكد أن لديك القدرة على تنظيم وقتك وحُسن إدارته؛ لأن ذلك من أسباب النجاح.

الصلاة في وقتها والحرص على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – وتلاوة الورد القرآني دائمًا هي من الدعائم المهمة في حياتنا، وأريد أن أذكرك وأذكر نفسي بذلك.

أخي الكريم: أنت تتناول حقيقة أدوية كافية جدًّا، بل ربما يكون من الأفضل أن تُخفف منها، أولاً: الـ (ليكسوتانيل lexotanil) والذي يُعرف باسم (برومازيبام Bromazepam) لا شك أنه يفقد فعاليته من خلال الاستمرار في تناوله، حيث إن هذا الدواء عُرضة لظاهرة التحمُّل أو الإطاقة، وتعرف أن مكونات الـ (البنزوديازيبين Benzodiazepine) هذه على المدى الطويل تُسبب مشاكل، تُسبب اضمحلالا في شخصية الإنسان، تُسبِّب ضعفا في النواحي المعرفية، وهذا الكلام – أخي الكريم – مُثبت، وأنت طبيب قطعًا لديك القدرة على أن تقرأ وتتطلع حول هذا الموضوع.

فيا أخي الكريم: حاول أن تخفض من اليكسوتانيل تدريجيًا إلى أن تتخلص منه.

الـ (فلوفوكسامين Fluvoxamine) دواء جيد لعلاج الوسواس والقلق، وأيضًا مضاد للاكتئاب، لكنه ليس بالقوة والفعالية التي تتمتع بها الأدوية الأخرى، فإن أردت أن تنتقل لدواء آخر تدريجيًا - وأنت قد سألت هذا السؤال فيما مضى – ربما يكون من الأفضل، مثلاً: عقار (زولوفت Zoloft)، والذي يُعرف علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) ربما يكون دواءً ممتازًا جدًّا.

الـ (ميرتازابين Mirtazapine) اجعله 15 مليجراما، اتضح أن نصف حبة – أي 15مليجراما – تُحسّن النوم أفضل من الثلاثين مليجرامًا، ولا أحد يعرف السبب في ذلك.

بالنسبة لفرط التعرُّق: طبعًا القلق يُولِّدُ ذلك، لكن يُعرف أن مضادات الاكتئاب أيضًا في بعض الأحيان ربما تكون سببًا في ذلك، أو على الأقل تزيد من ذلك.

إذًا أتمنى تغييرك للفلوفوكسامين إلى الزولفت، فربما ذلك يُخفف من ظاهرة التعرُّق هذه، وكذلك تخفيف جرعة الميرتازابين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً