الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس دائما بالنقص وأن الناس أفضل مني.. أريد حلا

السؤال

السلام عليكم ورحمة تعالى وبركاته

أنا شاب عمري 25 سنة، أشكو منذ زمن من رهاب اجتماعي، أخاف أن أتكلم أمام الناس والوقوف أمام الكاميرا، وشخصيتي ضعيفة، وأصبحت لا أستطيع التبول في الشارع في الآونة الأخيرة، وأحس دائما بنقص وأن الناس أفضل مني، دائما أفشل، سبق ونجحت في الجيش وبسبب انتقادهم لي تركت وخسرت الوظيفة.

أخاف دائما من سخرية الآخرين، أظن أن الناس تتكلم فيّ، يمكن يعود ذلك الشعور إلى نحافتي، دائما أقول في نفسي أني ضعيف البنية، وأصحابي يقولون لي أنت نحيف؛ مما يسبب لي التنمر والقلق النفسي، وزني 65 وطولي 187سم، كثير الأفكار السلبية، والخوف من الحوادث والأمراض مع أني دائما أحلم بمستقبل جميل، وأنا أمتلك أحلاما كثيرة، ووجدت الكثير من الفرص الوظيفية، لكن هذه العوامل النفسية أعاقتني، والعامل الأساسي هو النحافة، وأيضا أصبحت أشكو النسيان، وقلة الصبر، والعصبية وعدم التأقلم مع الأوضاع الصعبة، وتدني الثقة بالنفس، والتأثر بالآخرين إيجابا وسلبا.

أرجو أن تجدوا لي حلا، والسلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من مجمل استشارتك واضح أنك تعاني من مشاكل في الشخصية في المقام الأول، أنت شخص حسَّاس جدًّا، وحسَّاس بالذات لما يقوله عنك الآخرين، وعندك عدم ثقة في النفس، وتعزو ذلك إلى أنك نحيف.

أخي الكريم: النحافة قد تكون نعمة في هذا الزمن، فكثير من الناس يشتكون من زيادة الوزن، ومعظم الأمراض والمشاكل تأتي مع زيادة الوزن – أخي الكريم – وبالذات بعد أن يتقدّم بك العمر ستُدرك أن النحافة نعمة من الله، وكما ذكرت فإن كثيرا من الناس ينفقون مبالغ ضخمة في التخلص من أوزانهم الزائدة خوفًا من الأمراض المترتبة على زيادة الوزن مثل الضغط والسكري وأمراض القلب.

أخي الكريم: أنت في حاجة إلى علاج نفسي ليزيد ثقتك في نفسك، وليزيل عنك الحساسية الزائدة، ويُساعدك في التوافق مع نفسك، والانسجام معها وقبول نفسك، وبالذات قبول جسدك ووزنك؛ لأن هذا هو مفتاح قبولك لنفسك، وهناك طبعًا الآن علاج نفسي يُسمَّى (تقوية الذات)، وهو يتكون من جلسات، تُعطى فيها جلسات لتقوية الذات، وتقوية النفس، والتخلص من الحساسية المفرطة تجاه الناس وزيادة الثقة في النفس.

فإذا استطعت أن تتواصل مع معالج نفسي لعمل هذه الجلسات فهذا يكون الشيء الأمثل والأفضل لك، ولكن عمومًا: أنصحك – أخي الكريم – أولاً بأن تبدأ بفعل أشياء صغيرة، وظيفة صغيرة مثلاً، والاستمرار عليها يزيدك ثقة في النفس، ابدأ بعلاقات بسيطة أيضًا، ولا ضرورة أن يكون لك أصدقاء كُثر، صديق أو صديقين، كلما بدأت بأشياء صغيرة واستطعت أن تنفذها وتداوم عليها، فهذا يزيد ثقتك في نفسك، والنجاحات تبدأ دائمًا بالأشياء الصغيرة، لا تندم على الماضي، ابدأ الآن حياة جديدة، ابحث عن عمل، أي عمل مهما كان بسيطًا وأجره غير كاف، ولكن تحتاج لأن تعمل لترجع ثقتك بنفسك – أخي الكريم – ولتتعايش مع المجتمع بشكل طبيعي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً