الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تكون الفتاة مثالا للفتاة الصالحة

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة ملتزمة، أنا الكبيرة في البيت من إخواني، أنا أحاول كثيراً أن أكون مثالا للفتاة المسلمة الصالحة، ولكن كثيراً ما أخطئ في حياتي في كلامي أو في تصرفاتي وخصوصاً عندما التزمت أصبحت الزلات تعد علي، ودائماً يقال لي كيف تفعلين هكذا!؟ هل الفتاة المسلمة تفعل هكذا؟

أحزن كثيراً وأكاد أموت من الحزن عندما أعير بالالتزام أو بما أني خاتمة للقرآن، ماذا أفعل بالله عليكم؟ كيف أتصرف مع أهل بيتي؟ ما هي واجباتي حتى أعطي المثال الطيب للفتاة المسلمة الصالحة؟ إني أحاول كثيراً ولكن..، أنا كثيراً ما أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح منذ (4) سنوات ولكن إلى الآن لم أوفق مع أي من الذين خطبوني، فهل هذا اختبار من الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ جويرية حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يصلح الأحوال ويحقق الآمال ويبارك في الآجال، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقك بصالح من الرجال.

أنت بخير ما نويت الخير، وهنيئاً لمن حفظت القرآن وأطاعت الرحمن وترغب في أن تكون مثالاً للفتاة المسلمة الصالحة، وأبشري فإن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين.

ولا يخفى عليك أن (كل ابن آدم خطاءٌ وخير الخطائين التوابون)، ولا معصوم سوى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن المؤمن سريع الرجوع إلى الله، فهو لا يصر على المعصية صغيرة كانت أم كبيرة، فإنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار، بل يسارع إلى عمل الحسنات الماحية ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ))[هود:114].

وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معإذن وأبا ذر فقال لهما (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تحمها وخالق الناس بخلق حسن).

وأرجو أن تصبري على كلامهم ولمزهم فإنك تجدين في كتاب الله قوله تعالى: ((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ))[الأعراف:199]، وعندما غضب عمر رضي الله عنه من رجل أغضبه وذكره بهذه الآية عفا عن الرجل ولم يتجاوز الآية بعد أن سمعها فقد كان وقافاً عند آيات الله، فقابلي كلامهم بالابتسامة والملاطفة، ولن يضرك ما يقولون ولا يخفى عليهم ما عندك من الخير فاسألي الله الثبات، واستفيدي من ملاحظاتهم إذا كانت مفيدة، واحرصي على أن تكوني مثالاً للفتاة المؤمنة، وتذكري أن الناس ينظرون إلى الإسلام من خلال تصرفات الملتزمين والملتزمات، وهذا فيه ظلم لهذا الدين العظيم.

أما واجباتك تجاه أسرتك فمنها ما يلي :-
1- أكثري من التوجه إلى مصرف القلوب ليصرف قلوبهم إلى طاعته.
2- أخلصي في دعوتك ونصحك ولا تنتقمي لنفسك وتجنبي الغضب إلا إذا كان لله.
3- ضاعفي برك لوالديك، وأكثري من الإحسان لأرحامك وكوني عوناً للفقير والمحتاج.
4- تدرجي في نصحهم وإرشادهم واجعلي البداية بالأمور الكبيرة .
5- اختاري الوقت المناسب والألفاظ المناسبة والمدخل المناسب لحديثك.
6- إذا نصحت أحد والديك فكوني مثالاً للأدب واللطف وقدمي بين يدي ذلك ألوانا من البر وصنوفاً من الإحسان، واتركيهم إذا غضبوا ولا تطيعيهم إذا أمروك بمعصية وحافظي على حسن الصحبة معهم لأن الله يقول: ((وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا))[لقمان:15].

أما بالنسبة لموضوع الزواج فسوف يأتيك ما قدره الله في الوقت الذي كتبه الله، وأبشري فإن الله لا يضيع من تطيعه، وقد مضت سنة الله بأن تكون ((وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ))[النور:26] فإذا تقدم إليك خاطب فانظري في دينه، ولا تتردي إذا جاء صاحب الخلق والدين فكل عيب يمكن تداركه وإصلاحه إلا نقص الدين، واحرصي على أن تستخيري وتستشيري، ولا يحملنك تأخر الإجابة لدعائك إلى اليأس، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: وما الاستعجال يا رسول الله؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أُر يستجاب لي)، فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء.

واعلمي أن الله يحب العبد الذي يلح في الدعاء واسألي الله وأنت واثقة من الإجابة، وتخيري الأوقات الفاضلة، وقدمي بين يدي اللجوء إلى الله أعمالاً صالحة، وكوني في حاجة الضعفاء ليكون الله في حاجتك.

ونسأل الله لك التوفيق والثبات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً