الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسلمت حديثًا وأريد نصائح للتخلص من ذنوب الإنترنت..

السؤال

أنا أسلمت حديثاً، وأريد أن تكون توبتي صادقة وصالحة، فما هو حكم الزنا الالكتروني، وما كفّارته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في إسلام ويب، وأهلاً وسهلاً بك في دين الله الذي لا يُغلق فيه باب، ولا يُرد فيه تائب، ولا يُقصى فيه عبد أقبل بقلبه، ونسأل الله أن يثبتك على الإسلام، ويطهّر قلبك، ويجعل توبتك بداية حياة طيبة ترضيه عنك، وتطمئن بها روحك.

أولًا: تهنئتك على إسلامك ونبشّرك بما قاله النبي ﷺ: "الإسلامُ يَجُبُّ ما قبله" [رواه مسلم]

أي: يمحو ما مضى من الذنوب والمعاصي، ويبدأ معك صفحة بيضاء نقية.

فأنت الآن –بحمد الله– كأنك وُلدت من جديد، وما مضى غفره الله إن شاء الله، وقد قال سبحانه: ﴿قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ﴾

ثانيًا: ما هو الزنا الإلكتروني؟ وما حكمه؟

الزنا الإلكتروني أو "الزنا عبر الهاتف أو الشاشة" هو: كل ما يقع فيه الإنسان من محادثات أو صور أو أفعال جنسية عبر الإنترنت أو الهاتف، سواء بالصوت، أو الصورة، أو الكتابة، أو الفيديو، وهو محرم بل من الكبائر، وقد قال النبي ﷺ: "كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعين تزني، وزناها النظر، والأذن تزني، وزناها السمع، والفرج يصدق ذلك أو يكذّبه." [رواه البخاري ومسلم]. فالزنا الإلكتروني حرام ومعصية عظيمة، ويجب فيه التوبة والستر.

ثالثًا: ما كفارة الزنا الإلكتروني؟ وكيف تتوب توبة صادقة؟

لا كفارة مالية أو بدنية محددة، بل التوبة الصادقة هي الكفارة، قال الله تعالى: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا، فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾ إذًا، خطوات توبتك كالتالي:

- الندم الصادق على الذنب.
- لا يكفي ترك الفعل، بل لا بد أن ينكسر القلب، ويحزن على المعصية.
- الإقلاع الكامل عن الفعل قطع كل وسيلة توصل إليه: حسابات، برامج، أرقام، صور.
- العزم الجاد على عدم العودة ولو ضعفت نفسك، فالله ينظر إلى صدق نيتك.
- الإكثار من الأعمال الصالحة خاصة: الصلاة، والصدقة، وقراءة القرآن، وصحبة الصالحين.
- الدعاء بالتثبيت : أكثر من قول: "اللهم تب عليّ توبة نصوحًا، واغسل قلبي، واغفر ذنبي، وثبتني على الإيمان."

رابعًا: لا تفضح نفسك، ولا تُخبر أحدًا، قال النبي ﷺ: "اجتنبوا هذه القاذورة، من ألمّ بشيء منها فليستتر بستر الله" [رواه مالك وغيره]، فلا تحكِ لأحد عن ذنبك، وما بينك وبين الله فاستره، وتب إليه، وهو أكرم من أن يردّك.

وأبشرك: إذا صدقت في توبتك، فإن الله لا يغفر لك فقط، بل يُبدّل سيئاتك حسنات، كما قال: ﴿فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾ أي: تُكتب لك التوبة والطاعة مكان تلك الذنوب السابقة.

وأخيرا: اجتهد في الإسراع في الزواج، فإن لم تقدر فأكثر من الصيام، وممارسة الرياضة، والصحبة الصالحة، ولا تسلم وقتك للفراغ ولا تخلُ بنفسك كثيرًا.

اللهم يا وليّ الذين آمنوا، ثبت أخانا على دينك، وطهّر قلبه، واغفر زلّته، وأحسن توبته، واجعله من عبادك الصالحين، وافتح له أبواب الطاعات، واصرف عنه سبيل المعصية إلى الأبد.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً