الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذهبت إلى الطبيب النفسي فاعتذر مني فماذا أفعل الآن؟

السؤال

السلام عليكم.

في آخر استشارة لي وجدت آخر ملجأ لي أن أذهب إلى أخصائي نفسي، وبالفعل بهذه الخطوة وبعد أول جلسة أخبرني أنه يوجد صورة فصامية أو ذهانية، ويجب التخلص منها بالأدوية، قبل أن نتخلص من الوسواس بالعلاج المعرفي السلوكي، وقام بتحويلي إلى أحد الأطباء وتواصل هو معه، وأخبره بكل شيء تقريبا.

وعندما ذهبت لهذا الطبيب وأخبرته برحلة علاجي منذ 2016 قال لي: إنه من الواضح أن الأطباء السابقين حاولوا بكل الطرق وكل الأدوية تقريبا قمت بتناولها، وأيضا حل الجلسات الكهربائية لم يجد معي لذلك هو يعتذر لي ولا يمكننه فعل أي شيء لي، ولا يجد نصيحة ليقدمها لي، فما الحل أرجوكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى
حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك مرة أخرى في الشبكة الإسلامية.
أخي: اعتذار الطبيب النفسي بعدم تمكُّنه بالقيام بأي شيء – كما ذكر لك – لا يدلُّ أبدًا على أن حالتك مستعصية، أو أنه لا يريد أن يُساهم في علاجك، هذا غالبًا منشأه أنه لا يريدك أن تتنقّل بين الأطباء، لأن التنقُّل بين الأطباء بالفعل يُسبِّبُ مشكلة كبيرة جدًّا، خاصة فيما يتعلَّقُ بالعلاج النفسي. التنقُّل بين الأطباء يجعل الإنسان في حالة عدم التيقُّن، وفي حالة من عدم التأكُّد، أراء مختلفة، آراء متضاربة، أيهما أحسن، أيهما أفيد، ما هو العلاج الأفضل ... وهذه حقيقة تُولِّد حيرة عند الإنسان، وربما تُدخله في ضغوط نفسية جديدة.

فالذي أراه هو أن المعالِج السلوكي الذي أرشدك لمقابلة الطبيب دعه يُحدِّد لك طبيبًا مُعيَّنًا، لأن أنا متأكد أنه يتعاون مع أطباء، ومعظم الأخصائيين النفسيين أصلاً يعملون مع أطباء نفسيين، أو على الأقل في عياداتهم، أو في نفس الوحدات التي يعملون بها، وحين يكون الطبيب النفسي - الذي سوف تتابع معه - بمعرفة الأخصائي النفسي؛ هذا في حدِّ ذاته سيكون مفيدًا، لأن كلاهما يمكن أن يتعاون مع الآخر من أجل مصلحتك العلاجية.

فأخي الكريم: أرجو ألَّا تتضجَّر، أرجو ألَّا يتأس أبدًا، الأمر حقيقة بسيط جدًّا إن شاء الله تعالى، واصل جلساتك النفسية، وفي ذات الوقت أنا لا أرى أبدًا أن تتوقّف عن هذه الجلسات، وفي ذات الوقت يمكن أن تتناول الدواء.

هذا هو الذي أراه، وهذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً