الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدوني، عقلي لم يسعفني في فهم ما يجري.

السؤال

السلام عليكم

عمري 40 سنة، ومشكلتي بدأت في عمر 3 سنوات حتى 17 سنة، فكنت انطوائياً وخجولاً، حيث شخصت حالتي وسواس قهري، أنظر نظرات لا إرادية للمواقع الحساسة من الجسم، استمريت مع الأدوية وكان يرافقني شعور بأنني مراقب، ولكن مجرد طيف بسيط.

قبل سنتين بدأت بتعاطي الكبتاجون، وبعد سنة تقريباً تحولت حالتي إلى الجحيم، فذات ليلة مشؤومة أضافني شخص إلى قروب واتس آب، وعند الاطلاع رأيتهم كلهم يتحدثون عني بسخرية، ومحور حديثهم عن طريقة القبض علي وعن طريقة التعذيب التي سوف أتعرض لها، غادرت القروب وأصابني ما يشبه الانهيار النفسي، وتحولت حياتي إلى جحيم، وأصبحت أفهم أي تعليق في مواقع التواصل أنني المقصود به، وأصابني اكتئاب شديد، ومعظم وقتي أقضيه بتخيل نفسي في زنزانة السجن.

قرأت عن الهلاوس البصرية، وأحاول أن تطمئن نفسي بأنها هلاوس لسببين هما: أنني أعاني من وسواس قهري سلفاً، إضافة على تعاطي المخدرات، لكن هذا الشعور يختفي حينما قرأت رسائلهم في القروب بأم عيني، وفي كامل قواي العقلية.

كذلك هناك مبرر لمراقبتي وهو أنني اقتنيت عملة البيتكون عن جهل، ولم أعلم أنها عملة تجار المخدرات، وأعداء الدولة.

سؤالي المحير: هل ما حدث لي رسالة من المخابرات لمعرفة ردة فعلي، أم أنها هلاوس بصرية؟

علما أن الاحتمالين عندي منطقيين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على الثقة في الموقع.

أنا اطلعتُ على رسالتك، ومن خلال المعلومات المتاحة -أخي الكريم- أستطيع أن أقول لك أن شخصيتك أصلاً تحمل سمات القلق والتوتر والوسوسة، وبعد أن تعاطيتَ مُخدّر الكابتجون حدث ما حدث من تجارب سلبية وهلاوس وظنانيات، والعلاقة ما بين الأنفتامينات والكابتجون على وجه الخصوص وهذه الظواهر النفسية معروفة جدًّا.

فيا أخي: من وجهة نظري المهم هو العلاج، المهم هو أن تستفيد من هذه التجربة السلبية جدًّا، تجربة التعاطي وأثره السلبي على صحتك النفسية والعقلية والجسدية، وبما أنه لديك قابلية أصلاً، فحين يأتي مُؤثِّر قويّ كالكابتجون لا شك أن ذلك سوف يجعل الصورة المرضية متكاملة جدًّا.

فيا أخي: هذه الصحة غالية، وهي أغلى ما يملك الإنسان، ويجب أن تحرص على حفظ نفسك ودينك وجسدك وعقلك ومالك، هذه من الضروريات الخمسة المحتّمة في الدّين.

وأنا أعتقد أن فرصتك طيبة جدًّا للتحسُّن والتحسُّن الممتاز، وأنا أعتقد أن الذي حدث لك كله كان في النطاق المرضي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً