الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقعت في الوسواس وتلفظت بمنكر من القول

السؤال

منذ عامين لدي نوبات خوف يحدث فيها أن أفقد شيئاً من عقلي أو غالبه لمدة قصيرة من 15دقيقة إلى ساعتين ثم أعود إلى حالتي الطبيعية.

في أثناء خوفي ينتقل إدراكي من الواقع إلى عالم آخر، وتكثر خاصة الوساوس، إذ دائماً ما تأتيني وساوس في الدين وفي كل شيء، وعند الرقاة يقولون: مس وسحر.

لا أستطيع دفع أي شيء إلا بمساعدة أحد، فمثلاً إن كنت على السرير، يصعب إلى غاية الاستحالة النهوض أو الميل عنه.

مرة، حدث الخوف وأتى الوسواس أن أتلفظ بكُفر النبي عليه الصلاة والسلام، ولكني دفعته مراراً وتكراراً حتى لا أدري كيف تلفظت بهذه الجملة: كفر محمد.

في نوبات خوفي أنسى كُل ما حدث ولا أتذكر إلا القليل، وأنا الآن لا أعرف ماذا حدث في ذلك الوقت بالتفصيل وهذا فقط ما أتذكره.

لدي يقين أنني دفعته ولم يكن اعتقاداً قلبياً بالقول، وخرج لفظاً مرغماً.

ما حُكمي الآن؟ هل خرجت من ملة الإسلام؟ للحادثة عامان وتذكرتها الآن، ولا أدري بعد ذلك هل تبت أم لا؟ ولا أتذكر تفاصيل الأمر، وإن كنت قد تبت قولياً من اللفظ فهل تسمى توبة؟ هل يكون حكمي حكم من سب النبي عليه الصلاة والسلام فلا يستتاب ويقتل؟

أنا أحب النبي عليه الصلاة والسلام، وأنا شخص لا يطيق غير الإسلام، كيف أكفر عن ذنبي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك عاجل العافية والشفاء.

نوصيك – أيتها البنت الكريمة – بالتداوي والأخذ بالأسباب، فإن الله تعالى ما أنزل داءً إلَّا وأنزل له دواءً، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (تداووا عباد الله)، فخذي بالأسباب وتعلّقي بالله تعالى، وأحسني ظنّك به، وسيشفيك سبحانه ويُذهب عنك ما تجدين.

أمَّا هذه الوساوس التي تجدينها فلن تضرّك في دينك، ولن تُخرجك عن الإسلام، فإن كراهتك لها وخوفك منها دليلٌ صريحٌ صحيحٌ واضحٌ على وجود الإيمان في قلبك، فدعي عنك هذه الوساوس واتركيها، وأهمليها، وحقّريها، ولا تلتفتي إليها، ولا تبحثي عن إجابات عن أسئلتها، ولا تسألي: هل لا زلت على الإسلام أو خرجت عن الإسلام؟ وهل تُبتِ أو لم تتوبي؟
دعي عنك كل هذه الأسئلة، وأعرضي عن هذا الموضوع تمام الإعراض، وامشي في طريقك إلى الله، واعملي ما تقدرين عليه من الطاعات، وأكثري من ذكر الله.

هناك ثلاث وصايا نبوية بها تزول الوساوس إن شاء الله تعالى:

الوصية الأولى: الاستعاذة بالله تعالى عندما تهجم عليك هذه الوساوس، أو تنتابك هذه الحالة التي وصفتها في استشارتك، فأكثري من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم.

الوصية الثانية: الإكثار من ذكر الله تعالى على الدوام، بقدر استطاعتك، فإن الشيطان يفرّ إذا ذُكر الله.

الوصية الثالثة: هو ما سبق أن ذكرنا لك، وهو: الإعراض الكامل عن هذه الوساوس، وهجرها، وتحقيرها.

إذا فعلت هذه الوصايا النبوية فإن هذه الوساوس ستزول عنك بإذن الله تعالى قريبًا، وكل ما حدث منك فإنك غير مؤاخذة به، ولا تزالين على إسلامك ودينك، ولا تحتاجين إلى توبة، فلا تتساءلي بعد ذلك هل تُبت أو لم تتوبي.

نسأل الله تعالى أن يُذهب عنك كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً