الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخص يدرس معي لا أطيقه وقلت له يبتعد عني، أرجو النصيحة

السؤال

السلام عليكم.

وأنا أدرس التقيت بطالب معي في نفس الصف، وكل شيء بخير، نذهب إلى المدرسة معا، ولكن بعد مرور فترة لم أعد أطيق هذا الشخص هو وتصرفاته، لأنه يطرق باب المنزل كثيرا، الشيء الذي لا أحبه، وأيضا المواضيع التي تهمه ليست هي التي تهمني، ويتعامل بطريقة لا أحبها وأمقتها.

وفي يوم قلت له أن يبتعد عني، وبالفعل ابتعد ولم أعد أتكلم معه، ولا أنظر إليه، وهو الآخر كذلك، فهل عليّ إثم لأني طلبت منه الابتعاد عني؟ علما أني لم أسبه، ولم أؤذه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب علم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك (إسلام ويب)، ونسأل الله أن يبارك لك وأن يحفظك من كل مكروه وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت عنه؛ فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

1- الأصل في علاقة المسلم بأخيه المسلم الود والتناصح، والأخذ بيد بعضكما إلى ما يحبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، والمحرم هو المقاطعة ولا تجوز فوق ثلاث ليال، لغير ضرورة شرعية، جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث؛ يلتقيان فيصدّ هذا، ويصدّ هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: تفتح أبواب الجنة كل اثنين وخميس؛ فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا؛ إلا رجلًا كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا. اهـ.

ومعنى الهجرة كما قال ابن بطال: ترك الرجل كلام أخيه مع تلاقيهما واجتماعهما، وإعراض كل واحد منهما عن صاحبه مصارمة له، وتركه السلام عليه، وذلك أن من حق المسلم على المسلم إذا تلاقيا أن يسلم كل واحد منهما على صاحبه، فإذا تركا ذلك بالمصارمة، فقد دخلا فيما حظر الله، واستحقا العقوبة، إن لم يعف الله عنهما. اهـ.

وعليه فإذا سلمت على صاحبك إذا رأيته أو ألقيت عليه السلام أو رددت عليه فلست بهاجر، ولو قطعت التواصل.

وهناك حالات يجوز لك فيها ترك السلام مثل: خوف حصول الضرر والأذى منه، ورجاء كف ذلك بهجره. قال ابن عبد البر في التمهيد: وأجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، إلا أن يكون يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه، أو يخش على نفسه مضرة في دينه، أو دنياه، فإن كان ذلك، فقد رخص له في مجانبته، وبعده، ورب صرم جميل، خير من مخالطة مؤذية. اهـ.

وعليه فإذا استطعت أن توقف الحد عن السلام فلست بهاجر، ولا عليك بعد ذلك أن تقطع ما بينك وبينه، المهم ألا تسيء إليه، ولا تتحدث عنه بسوء، ولا تضمر له الشر، وإذا لقيته فسلم عليه، وإذا سلم فرد عليه السلام.

نسأل الله أن يبارك في عمرك. والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً